رأي وتحليل
ما وراء خطاب الفريق البرهان للقوى السياسية
بقلم د. إسماعيل الحكيم
في خطابه يوم 8 فبراير 2025 بمدينة بورتسودان، تناول رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، عدة نقاط محورية أثارت تباينًا في ردود الأفعال وسط الرأي العام السوداني. ومن منطلق التحليل والرأي الشخصي، يمكن تسليط الضوء على أبرز ما جاء في الخطاب:
1. الهجوم على الإسلاميين
وجّه البرهان انتقادات لحزب المؤتمر الوطني المحلول، داعيًا إياه إلى الابتعاد عن المزايدات السياسية، ومؤكدًا أنه لا فرصة لعودتهم إلى الحكم على حساب أشلاء السودانيين.
2. العفو عن داعمي المليشيات
أشار البرهان إلى إمكانية العفو عن القوى السياسية التي دعمت المليشيات، بشرط تخليها عن هذا الدعم. هذه الإشارة أثارت غضب الكثيرين، خاصة ممن عانوا من جرائم المليشيات، من اغتصاب وانتهاك للحرمات ونهب للممتلكات، فضلاً عن القتل والتشريد والاعتقالات.
3. تشكيل حكومة تصريف أعمال
أعلن البرهان عزمه تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة في الفترة المقبلة، قد تُسمى “حكومة تصريف أعمال” أو “حكومة حرب”، بهدف استكمال مهام الانتقال وإنهاء التمرد.
أبعاد الخطاب أولًا: البعد الداخلي
يحاول البرهان إعادة تشكيل المشهد السياسي الداخلي، فبالرغم من أن الإسلاميين كانوا من أبرز داعمي الجيش في حرب الكرامة، إلا أن انتقاداته لهم تعكس رغبته في التأكيد على استقلالية الجيش وعدم انحيازه لأي تيار سياسي بعينه. أما دعوته للعفو عن داعمي المليشيات، فهي تهدف إلى تفكيك التحالفات المناوئة للجيش وتقوية الجبهة الداخلية.
ثانيًا: البعد الخارجي
قد يكون الخطاب رسالة موجهة للمجتمع الدولي، حيث يظهر التزام القيادة السودانية بالتحول الديمقراطي وتشكيل حكومة كفاءات، مما قد يسهم في كسب دعم الأطراف الدولية. كما أن انتقاده للإسلاميين قد يُفسر كمسعى لطمأنة القوى الخارجية التي تتحفظ على مشاركتهم في الحكم.
ردود الأفعال
تباينت ردود الأفعال عقب الخطاب، حيث أعرب بعض الإسلاميين عن غضبهم من انتقادات البرهان لحزب المؤتمر الوطني، معتبرين ذلك تنكرًا لدعمهم السابق للجيش. في المقابل، رأى آخرون أن الخطاب يحمل رسائل إيجابية نحو تشكيل حكومة كفاءات وطنية والعمل على توح
اضغط هنا للإنضمام الي مجموعاتنا في واتساب