أئمة الدعوة في حرب الكرامة… جهاد بالكلمة والسلاح بقلم د. إسماعيل الحكيم

IMG 20241210 WA0015

في ملحمة الكرامة التي يخوضها الجيش السوداني ضد المليشيا المتمردة، برزت صورة مشرقة لأهل الدعوة والأئمة، الذين لم يقفوا عند حدود المنابر ودروس المساجد خطباء ومفتين فقط، بل حملوا أرواحهم على أكفهم، ونفروا إلى ميادين القتال دفاعًا عن الأرض والعرض.

لم يكن وجودهم في الصفوف الأمامية مجرد مشاركة رمزية، بل جسدوا الجهاد الحقيقي في سبيل الله، حيث اختلطت الكلمة الصادقة بالسلاح، ليصبحوا قدوة تلهم المقاتلين وتشحذ عزائمهم. كانوا رمزًا للوحدة بين الإيمان والعمل، يجسدون بأفعالهم معاني النصوص التي طالما نطقوا بها على المنابر.

جهاد يتعدى الأقوال إلى الأفعال
لم تقتصر مشاركة الدعاة والأئمة على الدعم المعنوي، بل كانت رسالة واضحة بأن الدفاع عن الدين والوطن واجب مقدس لا يقتصر على القول، بل يستدعي الفعل. فهؤلاء الأئمة حملوا السلاح جنبًا إلى جنب مع المقاتلين، مذكّرين بأن الجهاد ليس حكرًا على أهل البندقية، بل هو مسؤولية يشترك فيها الكل: الكلمة الناصحة والروح المستعدة للبذل والتضحية.

شهداء في سبيل الله والوطن
بعض هؤلاء الدعاة ارتقوا شهداء إلى ربهم، بعد أن قدّموا أرواحهم رخيصة في سبيل الله، وآخرون ما زالوا على العهد، ثابتين لا يبدلون ولا يتراجعون، محققين قوله تعالى:
“فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا۟ تَبْدِيلًا” [الأحزاب: 23].
هؤلاء الرجال ضربوا أروع الأمثلة في الوفاء للرسالة السماوية والوطنية، وأثبتوا أن النصر يُصنع عندما تتوحد الكلمة والفعل.

كلمة تحفز وسيف يحمي
وجود الأئمة والدعاة في ميادين القتال كان له أثر بالغ في رفع الروح المعنوية، فقد شعر الجنود أنهم يخوضون معركة تتجاوز حدود السياسة إلى معركة دينية وقيمية. كانت كلماتهم كالدرع الذي يحمي النفوس من الانكسار، وكالسيف الذي يقطع أوصال اليأس.

مسؤولية الدعوة عند الملمات
إن هذه المواقف تعيد التذكير بأن رسالة الدعوة لا تنحصر في التعليم والنصح فقط، بل تمتد إلى التضحية والبذل عند الملمات. فالدعاة هم الحراس الحقيقيون على القيم والمبادئ، يدافعون عنها بالكلمة حين يتطلب الأمر، وبالسلاح حين يستدعي الواجب.

ملحمة ستُخلد في التاريخ
لقد أثبت أئمة الدعوة في حرب الكرامة أن الرسالة الحقة لا تعرف مكانًا أو زمانًا محددين. إنهم رجال جعلوا من دعوتهم منارة يهتدي بها المقاتلون، ومن جهادهم نموذجًا يُحتذى في الثبات والتضحية. هؤلاء الأئمة ستخلد أسماؤهم في سجل العزة والمجد، كرموز للوفاء والإخلاص للوطن والدين.

ختامًا
ما صنعه أهل الدعوة في هذه الحرب كان أكبر من مجرد كلمات تُلقى، وأعظم من مجرد أفعال تُنفذ. لقد كانوا بحق الروح الحية التي بثت الأمل في قلوب المقاتلين، والنور الذي أضاء دروب النصر. فسلام على هؤلاء الأبطال، وسلام على كل من يقف دفاعًا عن الأرض والعرض والقيم، بالكلمة والسلاح.

اضغط هنا للإنضمام الي مجموعاتنا في واتساب

مقالات ذات صلة

IMG 20241210 WA0015

تضحياتهم طاقة بناء السودان: الشهداء والمصابون

IMG 20241116 WA0000

ولاية كسلا…. وزير الشئون الاجتماعية ونائب والي كسلا الغاضب

IMG 20241210 WA0015

الشهادة السودانية الثانوية: تحدٍ يكتبه التاريخ

IMG 20241128 WA0067

عاصم البلال.. قنديل الذكرى في ليل الغربة