رأي إعلامي
ملحمة الإرادة السودانية
ود مدني.. لحظة فارقة في تاريخ السودان
هناك لحظات في التاريخ تعبر الزمن، تبقى شاهدة على أن إرادة الشعوب لا تُقهر مهما كانت المحن. الأمس، صنعت قواتنا المسلحة السودانية واحدة من تلك اللحظات التاريخية حين استعاد الوطن قلبه النابض، مدينة ود مدني. لم تكن هذه المعركة مجرد عملية عسكرية، بل ملحمة وطنية كتبت بحبر الكرامة ودماء الأبطال، وجسدت قصة نضال شعب رفض الاستسلام واختار النهوض رغم التحديات.
تخطيط محكم ونصر مستحق
النصر الذي تحقق في ود مدني لم يكن وليد المصادفة، بل نتاج تخطيط دقيق وإيمان عميق بعدالة القضية. أدركت القيادة العسكرية منذ البداية أن المعركة ليست فقط لتحرير مدينة، بل لاستعادة الكرامة الوطنية التي حاول المعتدون النيل منها. كل خطوة كانت محسوبة، وكل حركة مدروسة، وكأنها سيمفونية عسكرية عزفتها عقول مبدعة وقلوب مخلصة.
ود مدني.. أكثر من مدينة
لم تكن ود مدني مجرد مدينة تحررت، بل كانت رمزًا لنضال وطن بأكمله. هذه المدينة التي تحمل عبق التاريخ ومجد الزراعة والفكر، أصبحت اليوم رمزًا للصمود والوطنية. تحريرها كان رسالة واضحة بأن السودان بأبنائه قادر على استعادة حقوقه، وأن الحرية لا تُشترى ولا تُباع.
جنود كتبوا التاريخ بدمائهم
كل طلقة أُطلقت وكل خطوةٍ خُطيت على أرض المعركة، حملت رسالة بأن هذا الوطن يستحق كل تضحية. رأينا في وجوه الجنود عزيمة لا تلين، وفي أعينهم إيمانًا عميقًا بأن النصر حليفهم، رغم صعوبة الطريق وقوة العدو.
النصر بداية جديدة
تحرير ود مدني لم يكن نهاية المعركة، بل بداية لمرحلة جديدة في تاريخ السودان. اليوم، تعود المدينة إلى حضن الوطن، لكنها ليست كما كانت. أصبحت رمزًا للكرامة والحرية، وشاهدًا على قدرة السودان على النهوض مهما اشتدت الأزمات.
رسالة للعالم
تحرير ود مدني يحمل رسالة سياسية ووطنية بليغة: السودان أكبر من أن يُكسر، وأبناؤه قادرون على مواجهة كل التحديات. إنها دعوة لكل سوداني لأن يكون درعًا وسيفًا لوطنه، وللعالم بأسره بأن الشعب السوداني لا يقهر.
ختامًا.. ملحمة ستُخلد في الذاكرة
في ود مدني، لم يُكتب النصر فقط، بل كُتب التاريخ من جديد. تاريخ يُعلمنا أن الشعوب التي تتوحد إرادتها لا تُهزم، وأن الأوطان التي تُبنى على دماء الشهداء تظل شامخة.
تحية لكل جندي شارك في هذه الملحمة، وتحية لكل سوداني آمن بأن الغد سيكون أفضل. ود مدني اليوم ليست مجرد مدينة؛ هي رمز لوطن لا يعرف الهزيمة.
إلى أن نلتقي…
١٢ يناير ٢٠٢٥م