تشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تصعيدًا خطيرًا في هجمات الطائرات المسيرة التي تشنها قوات الدعم السريع، ما يهدد حياة المدنيين بشكل مباشر ويزيد من معاناتهم.
هجمات المسيرات في الفاشر
وفقًا لمسؤولين محليين ونشطاء في الفاشر، بدأ استخدام الطائرات المسيرة في الهجمات منذ بداية الحرب في مايو 2023 بين الجيش السوداني وحركات مسلحة متحالفة مع قوات الدعم السريع، وكان تأثير هذه الهجمات في البداية محدودًا على المدنيين.
لكن منذ أواخر نوفمبر وبداية ديسمبر الجاري، تكثف استخدام الطائرات المسيرة في ضرب مواقع الجيش، وقد شهدت الفاشر استهدافًا واسعًا للمدنيين، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 100 شخص.
الهجمات استهدفت بشكل خاص مناطق مكتظة بالسكان، مثل المستشفى السعودي ونادي للمشاهدين في حي أولاد الريف، بالإضافة إلى تجمعات النازحين في قرية قوز بينة جنوب شرقي زمزم.
وقال الناشط أحمد مرسال، من مخيم زمزم للنازحين، إن الهجوم الذي استهدف مدرسة قوز بينة الأسبوع الماضي أسفر عن مقتل 17 شخصًا وإصابة 12 آخرين.
مرسال أضاف أن الهجمات المدفعية والصاروخية لقوات الدعم السريع باتت تشكل تهديدًا أكبر للمدنيين، محذرًا من أن ذلك قد يؤدي إلى موجات نزوح جديدة في المنطقة، بحسب دارفور 24.
كما أكدت تقارير أن فرق الدفاع الجوي في الفاشر تعاملت مع أكثر من 50 هجومًا انتحاريًا في ديسمبر، بعضها استهدف مناطق مدنية في المدينة ومدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، مما يعكس تزايد خطر الطائرات المسيرة التي تستهدف المدنيين في هذه المناطق.
وتنذر أزمة الطائرات المسيرة في الفاشر بتدهور الأوضاع الإنسانية، في وقت بات فيه المدنيون في مخيمي أبوشوك وزمزم في قلب هذا التصعيد.