تشهد مناطق زمزم، الفاشر، وكبكابية في شمال دارفور موجة نزوح جماعي، حيث غادرت أكثر من ألف أسرة منازلها خلال أسبوع واحد هرباً من القصف العنيف والاشتباكات المستمرة، يأتي ذلك في ظل تصاعد أعمال العنف، مما يدفع السكان للبحث عن ملاذ آمن بعيداً عن مناطق النزاع.
وفقاً لتقرير مصفوفة تتبع النزوح الصادر عن منظمة الهجرة الدولية، نزحت 267 أسرة من معسكر زمزم إلى محلية طويلة يوم الثلاثاء الماضي، بينما دفعت الحرب في كبكابية 160 أسرة للانتقال ، هذا الوضع يعكس أزمة إنسانية متفاقمة في ظل استمرار القتال.
القصف المدفعي يُعمّق معاناة المدنيين
تعرض معسكر زمزم لقصف مدفعي مكثف منذ بداية ديسمبر، ما أدى إلى وقوع العديد من الضحايا بين قتلى وجرحى، ورغم الهدوء النسبي خلال الأيام الأخيرة، إلا أن مخاوف الأسر من تجدد الهجمات دفعتها إلى مغادرة المنطقة.
أما في كبكابية، فقد أجبرت الأحداث حوالي 117 أسرة، تضم أكثر من 550 فرداً، على النزوح إلى معسكر سورتوني يوم الجمعة الماضي، عقب سلسلة من الهجمات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص.
نزوح متواصل من الفاشر والمناطق المحيطة
الفاشر لم تكن بمنأى عن النزوح؛ حيث انتقلت 170 أسرة إلى منطقة سرف عمرة خلال يومي الأحد والاثنين الماضيين، كما غادرت 75 أسرة أخرى المدينة نحو محلية طويلة يوم الجمعة، القصف اليومي باستخدام الطائرات المسيرة أدى إلى تصاعد الخسائر البشرية وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
معسكرات النازحين: معاناة بلا مساعدات
في محليتي طويلة ودار السلام، يعاني النازحون من انعدام المساعدات الإنسانية منذ اندلاع النزاع، أحد النازحين أكد أن معسكرات مثل السد العالي في تابت، وشداد وأم ضريساي ونيفاشا في شنقل طوباي تعاني ظروفاً قاسية للغاية، حيث يعيش فيها آلاف الأشخاص دون أي دعم منذ أكثر من عام ونصف.
انفلات أمني وأحداث عنف مروعة
يتفاقم الوضع الأمني داخل المعسكرات، حيث شهدت منطقة تابت حادثي قتل مروعين لطفلين خلال الأسبوع الماضي، أحدهما دهساً والآخر طعناً، كما سُجلت أربع جرائم قتل أخرى خلال عشرة أيام، مما زاد من مخاوف النازحين وسط غياب أي تحرك جاد من الجهات المعنية.
مناشدات لإنقاذ المدنيين
في مواجهة هذه الظروف القاسية، دعا النازحون المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية، وحثوا قوات الدعم السريع التي تسيطر على المنطقة على حماية المدنيين وضمان سلامتهم.
الوضع في شمال دارفور يُمثل كارثة إنسانية تتطلب استجابة سريعة من المجتمع الدولي، وسط تصاعد معاناة المدنيين في ظل النزاع المستمر.