الشهادة السودانية الثانوية: تحدٍ يكتبه التاريخ
بقلم د. إسماعيل الحكيم (2-3)
343,644 طالباً وطالبة سيجلسون غداً لأولى جلسات امتحانات الشهادة السودانية الثانوية في 2300 مركز داخل وخارج البلاد، منهم 120,724 طالباً وطالبة وفدوا من ولايات غير آمنة.
في تاريخ الشعوب، هناك لحظات تُكتب بحبر العزيمة والإرادة، وتُسطِّر فيها الأفعال معاني التحدي والانتصار. غداً، يُسجل السودان صفحةً جديدة في تاريخه بانطلاق أولى جلسات امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة من العام 2023، في تحدٍ يتجاوز كونه اختباراً أكاديمياً ليصبح شهادة على إرادة لا تنحني أمام العواصف.
إرث تعليمي راسخ
منذ انطلاقتها الأولى كـ”شهادة التعليم العامة لدخول جامعة كمبردج” (1938-1954)، مروراً بتسميتها “الشهادة المدرسية السودانية” (1956-1970) و”الشهادة الثانوية العليا” (1971-1979)، وحتى اسمها الحالي “الشهادة السودانية الثانوية” منذ 1980، ظلت هذه الشهادة جزءاً أصيلاً من هوية السودان التعليمية والوطنية.
إنها رمز للجد والاجتهاد وطريق نحو التنمية، تخرجت منها أجيال ساهمت في بناء الوطن. واليوم، في ظل حرب الكرامة، تعود الشهادة السودانية لتُظهر إرادة الشعب السوداني في مواجهة المحن والتحديات.
تحديات الحرب ونجاح الإنجاز
رغم المعاناة التي خلفتها الحرب، من نزوح ودمار، نجحت وزارة التربية والتعليم في تنظيم هذه الامتحانات بمساعدة الحكومة وأسر الطلاب. انعقاد الامتحانات في هذه الظروف الصعبة ليس مجرد إجراء إداري، بل هو إنجاز وطني بامتياز، يبعث رسالة للعالم بأن السودان قادر على الصمود والمضي قدماً.
رمزية الحدث
إن جلوس الطلاب للامتحانات غداً هو رسالة أمل بأن السودان، مهما قست عليه الظروف، لا ينكسر. هؤلاء الطلاب، الذين يحملون في أيديهم أقلام المعرفة، وفي قلوبهم إيمان بوطن يستحق الأفضل، هم شعلة الأمل وسواعد البناء للمستقبل.
خاتمة
غداً، يبدأ الطلاب رحلتهم نحو كتابة فصل جديد من تاريخ السودان. إن امتحانات الشهادة السودانية ليست مجرد امتحان أكاديمي، بل شهادة على إرادة لا تُقهر. إنها لحظة فخر لكل سوداني، ورسالة للعالم بأن من رحم التحديات يولد المستقبل.