استنادًا إلى مقالة سودانية ملهمة حملت هذا العنوان، نناقش العقوبات الأمريكية المفروضة على رئيس المجلس السيادي والقائد العام لقوات الشعب المسلحة. تريد أمريكا من خلالها أن يدين لها السودان بالولاء، ولكن نقول لها: هيهات هيهات!
التوقيت والرسالة
في خضم معركة الكرامة التي يخوضها السودان للدفاع عن سيادته ووحدته، جاء القرار الأمريكي بحق قائد الجيش السوداني كحلقة جديدة في سلسلة التدخلات الأجنبية الهادفة إلى فرض الهيمنة وسلب إرادة الشعوب. القرار يعكس سياسة مستمرة تسعى لترويض الشعوب وإخضاع قادتها لسياسات القوى الكبرى، متجاهلةً الواقع السوداني والتحديات الوجودية التي تواجهه.
اختارت الولايات المتحدة توقيتًا حساسًا لتوجيه هذه الضربة السياسية، وكأنها تسعى لتأجيج الأوضاع في بلد يكافح لاستعادة أمنه واستقراره. لكنها لم تدرك أن الشعوب الحرة لا تخضع للضغوط، وأن السودان ليس استثناءً من هذه القاعدة.
الشعب السوداني.. خط الدفاع الأول
يُظهر القرار الأمريكي محاولات واشنطن لفرض وصايتها على الدول المستقلة وتجريد الشعوب من حقها في اختيار قادتها وتحديد مسارها السياسي. لكنها تغفل حقيقة أن الشعوب الحية تعرف متى تتوحد حول قياداتها الوطنية للدفاع عن كرامتها وسيادتها.
الشعب السوداني، الذي خَبِر التدخلات الأجنبية عبر تاريخه، أرسل اليوم رسالة واضحة:
“لن تنالوا من إرادتنا، ولن نسمح لأي قوة خارجية بفرض أجندتها علينا.”
ردود الأفعال الشعبية
الرفض الشعبي الذي اجتاح الشارع السوداني يؤكد أن القرار الأمريكي لم يحقق هدفه، بل عزز الالتفاف الشعبي حول قائد الجيش. لقد أدرك السودانيون أن المستهدف ليس القائد كشخص، بل رمزية القيادة الوطنية التي تتحمل مسؤولية الدفاع عن الوطن وسيادته.
هذا الوعي السياسي المتقدم يعكس إدراك السودانيين لحجم المخاطر التي تحيط بهم، ويُبرز رفضهم لكل أشكال الوصاية الخارجية. إنهم يدركون أن السودان لن يكون ساحة لتنفيذ أجندات الآخرين.
الصمود في مواجهة التحديات
رغم صعوبة المرحلة، يظهر السودان اليوم نموذجًا للصمود والوحدة الوطنية. القرار الأمريكي، الذي كان يُراد به الضغط والتأثير، أصبح دافعًا لتوحيد الصفوف وتعزيز التلاحم الوطني. السودان يثبت أن الكرامة والسيادة لا تُباع ولا تُشترى، وأن إرادة الشعب هي السلاح الأقوى في مواجهة التحديات.
الرسالة للأطراف الخارجية
الولايات المتحدة وغيرها من القوى الطامعة بحاجة إلى فهم أن:
الشعوب التي تختار طريق الكرامة لا يمكن كسر إرادتها. السيادة الوطنية ليست شعارًا، بل حق أصيل لن يتنازل عنه السودانيون مهما كلفهم ذلك.
خاتمة
حرب الكرامة التي يخوضها السودان ليست مجرد معركة عسكرية، بل هي معركة لإثبات أن الشعوب الحرة قادرة على الوقوف في وجه الطغيان. السودان سيظل نموذجًا للإرادة والصمود، ومهما كانت قرارات القوى الكبرى، فإن الشعب السوداني يكتب تاريخه بإرادته لا بإملاءات الآخرين.
اضغط هنا للإنضمام الي مجموعاتنا في واتساب