تضحياتهم طاقة بناء السودان: الشهداء والمصابون
بقلم: د. إسماعيل الحكيم
النضال من أجل الكرامة مسؤولية جماعية، والشهداء والمصابون هم طليعة هذا النضال. معركتهم ليست معركة فردية، بل هي معركة أمة بأكملها. دعمنا لهم ولأسرهم أقل ما يمكن أن نقدمه تقديرًا لتضحياتهم العظيمة.
في خضم الحروب والنضال، هناك ثمن باهظ يدفعه أولئك الذين يختارون طريق الكرامة دفاعًا عن الوطن. وفي معركة السودان اليوم ضد المليشيات المتمردة، قدّم شهداء ومصابون أرواحهم وأجسادهم قربانًا لوطنٍ حر ومستقل. هؤلاء الأبطال لم يضحوا بحياتهم فقط، بل تركوا خلفهم أسرًا تتحمل عبء الغياب ومرارة الفقد، ومسؤولية الصمود.
إرث الشهداء والمصابين
هؤلاء الشهداء كانوا حماة الأرض وبناة المستقبل. تركوا لنا إرثًا من العزة والشرف، وعلينا كمجتمع أن نكمل ما بدأوه، ليس بالكلمات فقط، بل بالأفعال التي تعكس وفاءنا لهم ولعائلاتهم. يقول الله تعالى: “وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ” (آل عمران: 169).
إذا كانوا أحياءً عند ربهم، فإن واجبنا أن نحافظ على ما ضحّوا من أجله على هذه الأرض. دعم أسر الشهداء والمصابين ليس فقط واجبًا وطنيًا، بل رسالة بأن الوطن لا ينسى أبناءه الذين ضحوا من أجله.
أهمية الدعم والمساندة
عندما يدرك الجنود في الميدان أن عائلاتهم لن تُترك وحيدة، وأن المجتمع سيتكفل بهم، فإن ذلك يعزز من صمودهم. من هنا، يجب علينا:
إنشاء صناديق وطنية لدعم أسر الشهداء والمصابين لتلبية احتياجاتهم من تعليم وصحة ومسكن. الدعم النفسي والاجتماعي: احتضان هذه الأسر نفسيًا واجتماعيًا من خلال زيارات دورية، وتنظيم فعاليات تُبرز أهمية تضحياتهم، وإشراكهم في المناسبات الوطنية. التكريم الدائم للشهداء: تخليد ذكراهم بتسمية الشوارع والمؤسسات بأسمائهم، ونشر قصصهم البطولية كمصدر إلهام للأجيال القادمة. بناء سودان جديد
إن بناء دولة السودان يتطلب وحدة الصفوف واستمرار النضال. دعم أسر الشهداء والمصابين يعكس وفاءً عميقًا لتضحياتهم، ويعزز من صمود الوطن أمام التحديات. التحية لإدارات المستشفيات العسكرية التي ترعى أسر الشهداء وتطبب الجرحى والمصابين، ولنعمل جميعًا نحو مستقبل يليق بدمائهم الطاهرة.
فلنتذكر دائمًا أن تضحياتهم هي التي أبقت هذا الوطن شامخًا، ولنسعَ لبناء سودان يعبر عن عزتهم وكرامتهم.