الخرطوم.. عاصمة الكرامة التي لا تهددها الكلمات

الخرطوم..عاصمة الكرامة التي لا تهددها الكلمات
بقلم: د. إسماعيل الحكيم

إن تبدّل مواقف دول الجوار تجاه السودان اليوم أمر متوقع وربما كان مرصوداً منذ البداية. وفي خطوة تعكس جهلاً عميقاً بتاريخ الشعوب وإرثها، خرج الجنرال اليوغندي موهوزي كاينيروغابا بتصريح مثير للسخرية، مهدداً باحتلال الخرطوم بمجرد عودة دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة.

هذا التهديد يكشف عن سوء تقدير لقوة السودان، شعباً وجيشاً ودبلوماسية، وتجاهل صارخ لمكانة الخرطوم الراسخة في الذاكرة الإفريقية والعالمية. فالخرطوم ليست مجرد عاصمة ذات حدود جغرافية، بل هي رمز لصمود شعب أبيّ تصدى للاستعمار والاحتلال في وقت كانت فيه المقاومة ضرباً من الخيال.

الخرطوم: إرث الكرامة والمقاومة

الخرطوم هي عاصمة اللاءات الثلاث، مدينة ارتبط اسمها بالمقاومة والشجاعة. من مواجهة الاستعمار البريطاني وقطع رأس غردون باشا، إلى دورها المحوري في النضال ضد الاحتلال التركي، ظلت الخرطوم رمزاً للإرادة الصلبة التي لا تنكسر.

جيشها ليس مجرد قوة حديثة التكوين، بل مؤسسة عريقة تستمد عقيدتها القتالية من تاريخ مشرف وإرث خالد. إنه الجيش الذي لم يعتدِ يوماً على أرض الغير، ولكنه كان ولا يزال صامداً في الدفاع عن سيادة السودان، مرويّاً بدماء أكثر من ثلاثين ألف شهيد.

السودان: جسر للحلول لا جدار للصراعات

دبلوماسياً، لعب السودان تاريخياً دوراً محورياً في حل النزاعات ودعم دول الجوار. كانت الخرطوم دائماً جسراً للتفاهم، ملاذاً للاجئين، ووسيطاً صادقاً للنزاعات الإقليمية، ما أكسبها مكانة لا يمكن تجاوزها في القارة الإفريقية.

تصريحات موهوزي: جهل بالتاريخ والجغرافيا

عندما يهدد جنرال مثل موهوزي كاينيروغابا باحتلال الخرطوم، فإنه يكشف جهلاً كبيراً بحقائق الجغرافيا السياسية وتاريخ الصراعات. الخرطوم ليست مجرد مدينة، بل قلب إفريقيا النابض بإرادة شعب صلب، وتاريخ مليء بالدروس التي تلقنها المعتدون على مر العصور.

تهديد العواصم هو إعلان صارخ عن فشل دبلوماسي وسياسي، ومحاولة بائسة لتصدير الأزمات الداخلية إلى الخارج. الدول تُبنى بالتعاون والاحترام المتبادل، لا بالتصريحات النارية التي تعكس ضعفاً داخلياً.

السودان: صخرة الكرامة الإفريقية

السودان لن يتهاون في الدفاع عن سيادته ولن يخضع لتهديدات جوفاء. الخرطوم ستظل شامخة كما كانت دائماً، عصية على الطامعين، وصخرة تتحطم عليها أحلام المعتدين.

مادام في السودان عين تطرف وقلب ينبض، فإن إرادة شعبه ستظل قوية، وجيشه صامداً، وسيادته مصانة. الخرطوم ليست مجرد عاصمة، بل رمز للكرامة والوحدة الوطنية التي لا تهتز أمام التهديدات الفارغة.

السودان باقٍ كما كان دائماً: وطن العزة وقلعة الصمود.

اضغط هنا للإنضمام الي مجموعاتنا في واتساب

مقالات ذات صلة

مبادرة أركويت للحوار بين خيال صاحب التيار وواقعية المشهد السياسي

تيك توك أزمة جيل في مرآة رقمية

هاني صلاح … جسر الدبلوماسية والوفاء بين مصر والسودان

السودان بين فكي المؤامرات والصراعات … من ينتصر للوطن؟