نافذة السودان
بقلم د.إسماعيل الحكيم
إن عودة مهرجان القرآن الكريم بولاية القضارف في دورته ال٤٢ في هذا العام ، بعد توقف لسنوات .. وسط غبار الحرب وضجيج المعارك، ليشكل شعاع أمل ونوراً يضيء دروب الأمة ، حيث يأتي هذا الحدث كرسالة عميقة المعاني ، تحمل في طياتها العودة إلى القيم الإيمانية والتمسك بحبل الله المتين في ظل حرب الكرامة التي يعيشها الشعب السوداني.
ولطالما كان القرآن الكريم منهج حياة ومصدر عز للأمة الإسلامية، فهو الذي وحد الصفوف وجعل الأمة تنهض من كبواتها عبر العصور . وما ان تتجدد مثل هذه المبادرات، إلا وعادت الأمة إلى الجذور الإسلامية الراسخة ، حيث يكون القرآن بوصلة الأخلاق والقيم ، والدافع لتحقيق النصر والعزة في مواجهة الظلم والطغيان.
إن عودة مهرجان القرآن الكريم ليست مجرد حدث ثقافي أو ديني عابر ، إنما هي إشارة واضحة إلى أن الإيمان هو السلاح الأقوى في مواجهة التحديات. فمن خلال التلاوة، والتدبر، والتنافس الشريف في حفظ القرآن، يُعاد توجيه البوصلة الأخلاقية للأمة، ويُذّكر الجميع بأن النصر الحقيقي يبدأ من إصلاح الذات والاهتداء بهدي القرآن.
والحروب ليست فقط صراعات على الأرض ، بل هي امتحان للقلوب والنفوس. وفي ظل حرب الكرامة التي يعيشها السودان ، تأتي العودة إلى الدين كمصدر للثبات والقوة ومنطلقاً نحو الثقة بالله والتوكل عليه في كل شؤون حياتنا . وإن تجديد مثل هذه المبادرات يُظهر أن الشعب السوداني رغم الجراح ما زال يتمسك بأهداب الإيمان، ويستمد منه القوة ليواجه البلايا بروح متماسكة وأمل لا ينكسر.
وعودة مهرجان القرآن الكريم في السودان ليست رسالة محلية فحسب، بل هي دعوة لكل العالم الإسلامي للعودة إلى القرآن الكريم كدستور للحياة ومنهج للرقي والتحضر . لا سيما في زمن التحديات ، ليظل القرآن هو الحبل الذي لا ينقطع ، والضوء الذي لا يخبو، والوسيلة التي بها يتحقق النصر للأمة الإسلامية، لا في ميادين القتال وحدها ، بل في كل مناحي الحياة.
إن عودة مهرجان القرآن الكريم في السودان هي أكثر من مجرد حدث ، إنها صرخة إيمانية تؤكد أن النصر والعزة للأمة لا يتحققان إلا بالتمسك بالقرآن الكريم . خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة، ليُثبت اهل السودان أن قوة الإيمان هي الحصن الذي يحمي الأمة ، وأن نور القرآن قادر على أن يبدد ظلام الحروب ، ويعيد للأمة عزتها ومكانتها بين الأمم .