تكية أم سقد…أمل الجياع وكرم السودانيين – بقلم: أ/ شاذلي عبدالسلام محمد

IMG 20241214 WA0001

رأي إعلامي: أم سقد الغلابة

بقلم: أ/ شاذلي عبدالسلام محمد

أم سقد.. رمز الكرم في زمن الأزمات

حكاية تكية “أم سقد”
في ريف السودان، حيث تتشابك معاني الحياة بصعوبة العيش، تقف تكية “أم سقد” شاهداً حياً على روح الكرم التي لا تنطفئ مهما اشتدت الأزمات. في قلب قرية بسيطة تحمل ذات الاسم، انطلقت هذه التكية كإجابة لمعاناة النازحين والأسر المتعففة. هنا، لا تُطبخ الوجبات فقط، بل تُنسج قصص التضامن وتُروى حكايات الكفاح اليومي ضد الجوع والحرمان.

رسالة إنسانية عميقة
تكية “أم سقد” ليست مجرد مكان لتوزيع الطعام، بل فلسفة قائمة على العطاء بلا حدود. تقدم وجبات يومية لـ161 أسرة، مما يعيد رسم صورة الأمل لهؤلاء الذين أنهكتهم الظروف. إنها لا تسد الجوع فقط، بل تغذي الأرواح برسالة ضمنية تقول: “نحن هنا معكم ولن نترككم وحدكم”.

آمال وتحديات
اليوم، تسعى التكية لتوسيع دائرة خدماتها لتشمل الملابس والتعليم والعلاج، لتصبح نافذة جديدة نحو حياة كريمة. إلا أن الأولوية الآن تبقى لتقديم الطعام، باعتباره مفتاح العيش الكريم.

جهود جماعية رغم التحديات
يقف خلف هذا المشروع ثلاثة مشرفين رئيسيين، مدعومين بمتطوعين يقدمون جهودهم بلا كلل. ورغم روح العمل الجماعي، تواجه التكية تحديات كبيرة، أبرزها نقص التمويل، الذي يعيق تحقيق أهدافها الطموحة.

التمويل.. شريان الحياة
تعتمد التكية حالياً على منحة المجلس النرويجي، التي تُعتبر الشريان الأساسي لها، لكنها وحدها لا تكفي لمواكبة الاحتياجات المتزايدة. الحاجة باتت ملحة لتنويع مصادر التمويل عبر جذب المؤسسات المحلية والدولية، وإشراك الأفراد لدعم المشروع.

أفكار للتمويل الذاتي
يمكن تحويل التكية إلى نموذج تمويلي ذاتي من خلال مشروعات مدرة للدخل، مثل الزراعة أو الصناعات الصغيرة. استثمار الطاقات المحلية في القرية يمكن أن يُحدث شراكة متبادلة تخدم التكية والمجتمع معاً.

إعادة النسيج الاجتماعي
موقع التكية في قرية “أم سقد” يجعلها مركزاً حيوياً، حيث لا تقدم الطعام فقط، بل تعيد إحياء قيم التعاون والتضامن. توحد التكية الجهود وتجمع القلوب في رسالة تقول: “المأساة يمكن أن تتحول إلى فرصة للعمل المشترك”.

نداء الإنسانية
“تكية أم سقد” ليست مجرد مكان يقدم الطعام، بل هي فلسفة حياة تعيد تعريف الكرم في زمن صعب. إنها نداء لكل صاحب ضمير حي، ودعوة للمساهمة في بناء مستقبل أفضل لمن يعيشون على هامش الحياة.

الختام: حلم كبير من مبادرة صغيرة
في النهاية، تكية “أم سقد” هي أكثر من مبادرة خيرية؛ إنها صوت الجياع، ويد الكرماء، وحلم لكل من ظن أن الحياة أغلقت أبوابها. من قلب هذه المبادرة الصغيرة ينبعث أمل كبير بأن الخير، مهما كان بسيطاً، أعمق من أزمات الحياة.

عزيزي القارئ، لنقف جميعاً مع تكية أم سقد، لنعيد للحياة طعمها، وللإنسان كرامته.

إلى أن نلتقي…
7 يناير 2025م

اضغط هنا للإنضمام الي مجموعاتنا في واتساب

مقالات ذات صلة

IMG 20241130 WA0015

هاني صلاح … جسر الدبلوماسية والوفاء بين مصر والسودان

IMG ٢٠٢٤٠٧٢٩ ١٢٤٦٠٦

مبادرة أركويت للحوار بين خيال صاحب التيار وواقعية المشهد السياسي

IMG 20241210 WA0015

ملحمة الاستقلال ومعركة الكرامة.. إرث الرجال وصمود الأجيال

IMG 20241210 WA0015

العدالة تنتصر عندما يعلو صوت الحق – بقلم: د. إسماعيل الحكيم