«مفوضية العون» تصرفات المواطنين لا تُحسب علينا… ونحقق في أزمة الإغاثة

g 780x470 1

نافذة السودان – بورتسودان: محمد أمين ياسين، وجدان طلحة

تبرأت مفوضية العون الإنساني التابعة للحكومة السودانية من مسؤولية بيع المواد الإغاثية في الأسواق، مؤكدة أنه لا يوجد تسريب للمساعدات الإنسانية من جهتها، مشددة على أن تصرفات بعض المواطنين الذين يبيعون حصصهم من الإغاثة لا يمكن أن تُحسب عليها.

أزمة متفاقمة في بيع الإغاثة

شهدت الفترة الماضية تفاقماً في أزمة بيع المواد الإغاثية في الأسواق. وأفاد سودانيون بأنهم شاهدوا مواد غذائية مخصصة للإغاثة معروضة للبيع في أسواق عدة ولايات، دون رقابة من السلطات.

سلوى آدم بنيه، مفوضة العون الإنساني، أوضحت في حديثها لـ”الشرق الأوسط” أن “بيع مواطن لحصته من الإغاثة في السوق ليست مسؤوليتنا”، مشيرة إلى أن بعض المواطنين يضطرون لبيع المواد الإغاثية لشراء احتياجات أخرى مثل الذرة والدخن.

تأثير الحرب على الوضع الإنساني

تسبب الصراع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع، والذي تصفه الأمم المتحدة كإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث، في مقتل ما بين 20,000 إلى 150,000 شخص، ونزوح أكثر من 11 مليون مواطن.

لجنة لمراجعة المخازن

كشفت سلوى آدم بنيه عن تشكيل لجنة مكونة من ممثلي عدد من المؤسسات ذات الصلة لمراجعة مخازن المنظمات الإنسانية. الهدف هو الوقوف على المواد المخزنة وأسباب عدم توزيعها، ورفع تقرير شامل إلى المفوضية خلال أسبوعين لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

نداء أممي للمساعدات

أفادت الأمم المتحدة أن أكثر من 30 مليون شخص في السودان بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، نصفهم من الأطفال. ووجهت نداء لجمع 4.2 مليار دولار لتوفير المساعدات لـ20.9 مليون شخص داخل السودان.

اتهامات بالفساد والتسريب

في سبتمبر 2023، أقال مجلس الوزراء مفوض العون الإنساني نجم الدين موسى بعد تقارير إعلامية عن فساد كبير في ملف الإغاثة.
وتفيد وسائل إعلام محلية برصد كميات كبيرة من المواد الغذائية الإغاثية في أسواق ولاية بورتسودان، بينما يعاني ملايين النازحين في مراكز الإيواء من نقص المساعدات.

التحديات أمام الإغاثة

رغم وصول آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023، إلا أن مئات الآلاف من النازحين، خاصة في الولايات تحت سيطرة الجيش، لم يتلقوا المعونات ويعتمدون على إمكاناتهم الذاتية.

ناشطون ومتطوعون في المجال الإنساني أفادوا بأن “تسريب المساعدات قد يحدث قبل وصولها لمراكز الإيواء”، مشيرين إلى تورط محتمل لبعض المسؤولين، إلى جانب بيع المواطنين الفائض عن حاجتهم في الأسواق.

مستقبل المساعدات الإنسانية

رغم استمرار الاتهامات باستخدام المساعدات كسلاح في الصراع، فإن الأزمات الإنسانية في السودان تتطلب استجابة عاجلة وشاملة.
يواجه الملايين خطر المجاعة، في ظل تعطل وصول المساعدات إلى جميع المناطق التي تحتاجها.

“مفوضية العون الإنساني” تطالب الجهات الدولية والمحلية بمضاعفة الجهود لتلبية الاحتياجات المتزايدة، وضمان وصول الإغاثة إلى مستحقيها دون تسريب أو فساد.

اضغط هنا للإنضمام الي مجموعاتنا في واتساب

مقالات ذات صلة

مستشفى الفاشر 780x470 1

أرقام مرعبة من قلب الكارثة.. القطاع الصحي في السودان يحتضر

IMG 20241212 WA0007

الدعم تتلقى صفعة قوية من الجيش في أمدرمان.. ماذا حدث؟

البرهان 1 2

ماذا جاء في مذكرة المعاشيين التي تلقاها البرهان؟

470192198 1017545543748084 3037393405434823891 n 1

رائحة الموت في كل مكان.. كارثة جديدة تحل بأهالي الفاشر