د.إسماعيل الحكيم يكتب – حمدوك وحكومة المنفى..خيانة أم وجهة نظر؟

بقلم د.إسماعيل الحكيم

حمدوك وحكومة المنفى..خيانة أم وجهة نظر؟ – إنَّ فكرة تشكيل “حكومة منفى” ليست سوى تعبير عن انحراف واضح عن المبادئ الوطنية والثوابت القومية للبلد . وخطوة كهذه لا تعبر عن خلاف سياسي مشروع ، بقدر ما انها تحمل في طياتها معاني الخيانة والانسلاخ عن المصالح الوطنية لصالح أجندات خارجية ومؤامرات دولية . فبدلاً من الوقوف إلى جانب الشعب السوداني ودعم مؤسساته ، تسعى هذه أصوات نكرة إلى تسويق صورة سودان ضعيف ومنقسم على المستوى الدولي والاقليمي ، مما يفتح المجال لتدخلات أجنبية تضر بالسيادة الوطنية.
– ففي خضم المعركة الكبرى التي يخوضها السودان جيشاً وشعباً من أجل الحفاظ على كرامته وسيادته ، تعالت أصوات من داخل( تقدم ) بقيادة العميل الخائن عبد الله حمدوك تنادي هذه الأصوات بنزع الحكومة الحالية ، التي تقود حرب الكرامة ،والسعى إلى تشكيل ما أسموه ” حكومة منفى” وتفتح أبواباً واسعة من التساؤلات حول أهدافهم الحقيقية وأجنداتهم الخفية، التي ما عادت خافية على أحد ..
– يأتي هذا الطرح في توقيت حساس إذ يواجه فيه السودان تحديات وجودية ، ومواجهات دولية ليس فقط بسبب الحرب ، بل بسبب ضغوطات دولية ، وأزمات إقتصادية وتحولات اجتماعية متراكمة . وفي ظل هذه الظروف مجتمعة ، وبدلاً من توحيد الجهود لمواجهة التحديات هذه ، نجد بعض المنسوبين إلى تقدم ، ينحرفون عن المسار الوطني ، والصف السوداني ويعملون على زعزعة الاستقرار وتشتيت الجهود ، في الوقت الذي يحتاج فيه الوطن إلى التماسك والتعاضد أكثر من أي وقت مضى.
– ولا يمكننا فصل هذه التحركات عن دعم قوى دولية وإقليمية تسعى إلى السيطرة على موارد السودان أو استغلال موقعه الاستراتيجي . إذ أن هذه “الحكومة في المنفى” لن تكون سوى واجهة لخدمة تلك الأجندات الساعية الي تقسيم السودان وتهجير شعبه وطمس هويته ، متجاهلةً مجاهدات السودانيين وتطلعاتهم نحو الاستقرار وتحقيق الأمن والأمان .
– إن الحكومة الحالية، رغم التحديات الجسام والمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقها ، فإنها تقود حرباً تاريخية للحفاظ على كرامة السودان ووحدته وبسط هيبته . وقد علمت ان هذه المعركة ليست فقط ضد الجماعات المتمردة وعربان الشتات ، بل هي معركة من أجل الاستقلال السياسي والاقتصادي والسيادي للسودان . وبالتالي فإن أي محاولة لإضعاف الحكومة هي محاولة مباشرة لإضعاف السودان بأكمله.
– إذن هذه الخطوة الجريئة من تقدم الوالغة في سوق العمالة ، توجب على الشعب السوداني أن يكون واعياً لهذه المؤامرات التي تُحاك ضده في الخفاء . وأن الوطن ليس ساحة لتصفية الحسابات السياسية أو لتحقيق المكاسب الشخصية. بل هو الأرض والتراب والعرض والسيادة والهوية والكيان الذي يسترخص فيه كل غال ٍ وتبذل من أجله التضحيات بالمهج والأرواح .
– ونحن نعلم أن الخيانة ليست وجهة نظر، ومن يسعى إلى تشكيل حكومة منفى في هذه المرحلة الحرجة يضع نفسه في صف أعداء الوطن . وعلى أهل السودان أن يقفوا صفاً واحداً خلف قيادتهم، ويدافعون عن أرضهم وكرامتهم ضد أي محاولة للتفريط أو التفكيك .
– وسيبقى هذا السودان شامخاً وقوياً بسواعد أبناء شعبه الخلص ، وأن هذا الشعب أقوى من أي أجندة، وأكبر من أي مؤامرة ، وسيذهب أعداؤه إلى مزبلة التأريخ بحول الله وقوته ..

اضغط هنا للإنضمام الي مجموعاتنا في واتساب

مقالات ذات صلة

تشاد ترفض إقامة امتحانات الشهادة السودانية: لماذا؟

الوساطة التركية فرصة سلام أم لعبة مصالح؟

السودان بين فكي المؤامرات والصراعات … من ينتصر للوطن؟

فلسفة الواقع المر.. تشاد بين الجوار السيئ والمصالح الضيقة