أعلنت أطباء المستشفى السعودي في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، عن توقف العمل في المستشفى بعد تعرضه للتدمير الكامل جراء القصف المدفعي المتكرر من قبل قوات الدعم السريع.
الميليشيا تدمـ.ـر المستشفى السعودي في الفاشر
وقال الأطباء العاملون في المستشفى إن قوات الدعم السريع قصفت المرفق الطبي 16 مرة على الأقل، كان آخرها اليوم الأربعاء، مما أدى إلى دمار هائل في المنشأة، التي كانت تعد المرفق الطبي الوحيد القادر على استقبال الحالات الحرجة وإجراء العمليات الجراحية في المدينة.
وأكد الأطباء أن المستشفى أصبح غير قادر على استقبال أي حالات مرضية أو جراحية بسبب الاستهداف المتواصل، سواء عبر المدفعية أو الطيران المسيّر لقوات الدعم السريع. وبحسب الأطباء، فإن أغلب الجرحى الذين كانوا يتلقون العلاج في المستشفى قد اضطروا للانتقال إلى مخيم زمزم ومحلية طويلة وغيرها من المناطق بحثًا عن مرافق طبية آمنة لاستكمال علاجهم، بعد أن أصبح من المستحيل الاستمرار في العلاج داخل المستشفى السعودي بسبب غياب الأمان.
من جهتها، أدانت وزارة الصحة السودانية في بيان لها، استهداف قوات الدعم السريع المستمر للمرافق الطبية، مشيرة إلى أن الهجمات على المستشفى السعودي في الفاشر تشكل خرقًا صارخًا للأعراف والقوانين الدولية التي تحظر استهداف المنشآت الصحية، وأكدت الوزارة أن هذا الهجوم يهدف إلى تعطيل الخدمات الطبية الأساسية في المدينة.
وقالت وزارة الصحة إن القصف المدفعي أدى إلى تدمير العديد من الأقسام الحيوية في المستشفى، بما في ذلك غرفة الولادة، قسم العمليات القيصرية، الصيدلية، وعنبر تغذية الأطفال، حيث سقطت أكثر من ثلاث قذائف على هذه الأقسام.
كما أكدت الوزارة عزمها على الاستمرار في تقديم الخدمات الطبية للمرضى في الفاشر، رغم الظروف الصعبة، معربة عن تقديرها وامتنانها للطواقم الطبية التي تواصل تقديم جهودها رغم المخاطر.
يُذكر أن العديد من مستشفيات مدينة الفاشر قد خرجت عن الخدمة بسبب الاستهداف المباشر من قوات الدعم السريع أو بسبب وقوعها في نطاق الاشتباكات العسكرية بين أطراف النزاع، مما أدى إلى تفاقم الوضع الصحي في المدينة.