فلنكن أوفياء لهم.. دور منظمة الشهيد المنتظر
بقلم د. إسماعيل الحكيم
الوفاء للشهداء.. مسؤولية وطنية
تعلمنا من حرب الكرامة أن النصر لا يُقاس بعدد المعارك التي خضناها فحسب، بل بمقدار الوفاء لأولئك الذين ارتقوا دفاعًا عن الأرض والعرض.
شهداء حرب الكرامة لم يكونوا مجرد مقاتلين في الجبهات وسوح النزال، بل شملوا:
محبوسين صامدين في زنازين المليشيا. مدنيين سقطت عليهم القذائف في بيوتهم نتيجة القصف المقصود. أرواحًا طاهرة أُزهقت ظلمًا وعدوانًا.
هذه الدماء الطاهرة تفرض علينا مسؤولية جسيمة، وفي مقدمة من يحمل هذا الواجب تأتي منظمة الشهيد المنتظر، التي لم يعد دورها يقتصر على الرعاية التقليدية، بل باتت مشروعًا وطنيًا متكاملاً يسعى لضمان مستقبل أسر الشهداء وأبنائهم.
المنظمة.. بين الواجب والطموح
إن الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد تفرض على المنظمة ترتيب أولوياتها برؤية أكثر طموحًا، تبدأ بـ:
حصر شامل ودقيق للشهداء في كل الميادين.
وضع خطط عاجلة تضمن كفالة أبنائهم وعائلاتهم.
تقديم دعم مالي مستدام، ورعاية طبية وتعليمية.
إطلاق مبادرات اجتماعية تضمن لهم الحياة الكريمة التي يستحقونها.
فلا يمكن أن تُترك هذه الأسر تواجه الحياة وحدها، بعد أن قدمت أغلى ما تملك فداءً للوطن.
نداء الاستنفار.. مسؤولية الجميع
إن واجب الوفاء لا يقع على عاتق كوادر المنظمة وحدهم، بل هو نداء لكل من يحمل في قلبه عرفانًا لهذه التضحيات. لا بد من تحركٍ سريع لتأمين احتياجات عائلات الشهداء، سواء عبر:
دعم مالي مستدام يضمن استقرارهم.
رعاية طبية وتعليمية لأبنائهم.
مشاريع إنتاجية تعزز استقلالهم المادي.
فهذه المهمة تحتاج إلى عقل جمعي ينظر إلى الثريا لا إلى الثرى!
شهداء الوطن.. في صدارة الأولويات
في معادلة النصر والانتصار، لا يمكن لأي دولة أن تنجح ما لم تضع شهداءها في مقدمة اهتماماتها. فمسؤولية الدولة ليست مجرد تقدير رمزي عابر، بل واجب قانوني وأخلاقي يتطلب:
وضع سياسات واضحة لكفالة أسر الشهداء.
منحهم امتيازات تليق بتضحياتهم.
توفير السكن الكريم، والرعاية الصحية والتعليمية.
دعم مشاريع إنتاجية تضمن لهم مستقبلًا مستقرًا.
فالدولة التي لا تحترم دماء شهدائها، لن تجد من يضحي لأجلها غدًا.
مشروع وطني في مواجهة مشروع الهدم
إن منظمة الشهيد المنتظر ليست مجرد عمل خيري أو جهد تطوعي، بل هي جزء من صراع الإرادة بين:
مشروع يريد هدم الوطن. ومشروع يريده شامخًا بعزة أبنائه.
لذلك، فإن كل من يملك القدرة على العطاء والبذل يجب أن يكون جزءًا من هذا الجهد المبارك، سواء عبر:
الدعم المالي المباشر.
المشاركة في التخطيط والتنفيذ.
نشر ثقافة الوفاء والتضامن داخل المجتمع.
ليبقى اسم الشهداء منارةً تضيء درب الأجيال القادمة.
الوفاء للشهداء.. مسؤولية لا تنتهي
لقد سطر الشهداء بدمائهم الطاهرة صفحة المجد، ورسموا خارطة المستقبل بتضحياتهم. واليوم، علينا أن نكمل الرسالة:
كما قاتلوا هم ليبقى الوطن حرًا عزيزًا، علينا أن نقاتل نحن ليبقى أبناؤهم وأسرهم مكرمين. كما بذلوا أرواحهم بسخاء، علينا أن نحفظ حقوقهم ونصون إرثهم.
هذه ليست مجرد مسؤولية مؤقتة، بل هي أمانة في أعناقنا جميعًا.
ولن يكتمل النصر إلا حين يكون كل ابن شهيد عزيزًا مكرمًا في وطنه، كما كان والده يوم ارتقى في ساحات الشرف.
اللهم أشهد أني قد بلغت…
١١ فبراير ٢٠٢٥م
اضغط هنا للإنضمام الي مجموعاتنا في واتساب