تصاعدت حدة العنف في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، اليوم الثلاثاء، حيث أسفر القصف المدفعي المتبادل بين الجيش وقوات الدعم السريع عن مقتل سبعة مدنيين، بينهم أطفال، وإصابة آخرين، في مشهد يرسّخ تدهور الأوضاع الأمنية في الإقليم المضطرب.
قصف مدفعي يعمّق مأساة المدنيين
أفاد شهود عيان أن قوات الدعم السريع استهدفت مناطق مدنية، منها مخيم نيفاشا وحي أبوشوك الحلة، بالقصف المدفعي، في ردٍّ على هجمات الجيش التي استهدفت مواقعها شرق الفاشر خلال الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، بحسب “دارفور24”.
وأكد الشهود أن القصف أودى بحياة أربعة أشخاص في مواقع متفرقة بحي أبوشوك الحلة، بينما قُتل ثلاثة أطفال داخل مخيم نيفاشا، في حين أُصيب خمسة آخرون، بينهم ثلاث أطفال وامرأتان، بجروح متفاوتة.
مهلة الـ48 ساعة وتصاعد القلق
رغم الهدوء النسبي الذي شهدته الفاشر صباح اليوم، مقارنة باليوم السابق، فإن السكان تدفقوا إلى الأسواق للتزود بالاحتياجات الأساسية، تحسبًا لتصعيد جديد، خاصة بعد المهلة التي منحتها قوات الدعم السريع للجيش والمسلحين داخل المدينة لتسليم أسلحتهم في غضون 48 ساعة.
وكانت قوات الدعم السريع قد أصدرت بيانًا يوم الاثنين، أمهلت فيه المقاتلين والمسلحين 48 ساعة لتسليم أسلحتهم، متعهدةً بمعاملتهم بشكل جيد وإخلاء سبيلهم فورًا بعد تسليم سلاحهم.
معركة طويلة ونزوح متزايد
منذ 10 مايو الماضي، تعيش الفاشر تحت وطأة معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي تسعى للسيطرة على آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور. ووفقًا لمنظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، فقد تسببت هذه المعارك في نزوح أكثر من 423 ألف شخص بين أبريل وديسمبر 2024، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تشهدها المدينة.