في مشهد غير مسبوق يعكس أعظم صور التضحية والصمود، أصر فريق طبي سوداني على إجراء عملية جراحية في مستشفى “السعودي” بمدينة الفاشر، رغم القصف المدفعي المستمر والانقطاع الكامل للكهرباء، ليخطّوا بذلك فصلًا جديدًا من ملحمة الإنسانية في قلب الحرب.
العملية وسط القصف وضوء الهواتف
وسط دوي الانفجارات التي طالت أجزاءً من المستشفى وصراخ المواليد في الأقسام المجاورة، لجأ الأطباء إلى استخدام ضوء هواتفهم المحمولة لإنقاذ حياة مريض في عملية جراحية معقدة.
هذا العمل البطولي جاء في ظل انهيار أجزاء من البنية التحتية للمستشفى، وانقطاع التيار الكهربائي نتيجة الدمار المستمر.
ورغم كل الصعوبات والأخطار المحدقة، استمر الفريق الطبي في أداء واجبه، واصفين هذا الجهد بأنه رسالة واضحة للعالم عن الإصرار على خدمة الإنسانية مهما كانت الظروف.
تفاعل واسع ودعوات للدعم
الصورة التي وثّقت هذه اللحظة، والتي التقطتها تنسيقية لجان المقاومة، انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي.
عبّر الكثيرون عن إعجابهم بهذا العمل البطولي، معتبرين الأطباء رمزًا للصمود والتفاني في زمن الحرب.
الوضع الصحي تحت التهديد
الأطباء أكدوا أن استمرار القصف والتدهور الأمني يزيد من الضغط على الفرق الطبية التي تعمل بموارد محدودة للغاية.
كما أطلق ناشطون دعوات لتقديم الدعم العاجل للقطاع الصحي في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للعاملين بالمجال الطبي لضمان استمرار خدماتهم الإنسانية.
رسالة أمل وسط الدمار
ما جرى في مستشفى “السعودي” ليس مجرد عملية جراحية؛ بل قصة عن إرادة لا تعرف الاستسلام.
أطباء الفاشر أرسلوا رسالة ملهمة بأن الإنسانية قادرة على الصمود حتى في أحلك الظروف، لتبقى أعمالهم رمزًا للتفاني والأمل وسط دمار الحرب.
