شهدت عاصمة جنوب السودان، جوبا، تصاعدًا ملحوظًا في أعمال العنف ضد السودانيين المقيمين هناك، حيث تعرضت ممتلكاتهم للتخريب والنهب، إضافةً إلى وقوع عدة اعتداءات أسفرت عن مقتل 11 سودانيًا.
تأتي هذه الأحداث وسط توتر متزايد عقب انتشار مزاعم حول انتهاكات تعرض لها مواطنون من جنوب السودان في ولاية الجزيرة السودانية، ما أدى إلى موجة غضب في جوبا.
وفي تطور خطير، تعرض الدبلوماسي السوداني، يحيى محمد عثمان هاشم، لاعتداء في بهو أحد الفنادق بالعاصمة جوبا، في مؤشر على تصاعد حدة التوتر بين الشعبين.
استجابةً لهذه الأحداث، خرج رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، عن صمته ودعا مواطنيه إلى التزام الهدوء وضبط النفس، محذرًا من خطورة الأعمال الانتقامية التي قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة.
وأكدت السكرتيرة الصحافية للرئاسة، ليلي أديهيو، أن الحكومة تعمل على احتواء الموقف وضمان سلامة جميع الأجانب المقيمين في البلاد، بمن فيهم السودانيون، مشددةً على أن مثل هذه الاعتداءات لا تمثل قيم ومبادئ دولة جنوب السودان.
كما أكدت حكومة جوبا أن الاعتداءات ضد الرعايا الأجانب قد تهدد استقرار البلاد وأمنها الداخلي، داعيةً جميع الأطراف إلى ضبط النفس واللجوء إلى الحلول السلمية عبر القنوات الدبلوماسية.
يأتي هذا التصعيد في وقت تواجه فيه جنوب السودان تحديات اقتصادية وسياسية معقدة منذ استقلالها عن السودان عام 2011، وسط مساعٍ لتعزيز السلام الداخلي وتحسين علاقاتها مع دول الجوار، وعلى رأسها السودان، الذي تربطه بجنوب السودان علاقات تاريخية ممتدة لعقود.