تقارير | نافذة السودان
وسط الخرطوم، تحولت منطقة السوق العربي، التي كانت يومًا أبرز مراكز التجارة والحياة في العاصمة، إلى مشاهد مليئة بالدمار ورائحة الموت، ومعالم طمستها الحرب المستعرة منذ منتصف أبريل 2023.
السوق العربي.. أكثر المناطق تضررًا
تُعد منطقة السوق العربي، المحيطة بالقصر الرئاسي، الأكثر تضررًا منذ اندلاع المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع. المحال التجارية، التي شكلت شريان الاقتصاد السوداني، نُهبت وأُحرقت، وتحولت مبانيها إلى أطلال سوداء بفعل النيران والقذائف.
رغم ذلك، لا تزال المنطقة قابلة للتصعيد العسكري، خصوصًا بعد تحركات الجيش منذ نهاية سبتمبر 2024 من جسر الفتيحاب باتجاه منطقة المقرن، حيث تستمر المعارك العنيفة في محاولة لاستعادة السيطرة.
حرب السيطرة على القصر الرئاسي
في الأيام الأولى للحرب، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على القصر الجمهوري، مقر مجلس السيادة الانتقالي، لكنها فشلت في إحكام سيطرتها الكاملة وتحويل محيط القصر إلى “منطقة خضراء”. اليوم، وبعد مرور 20 شهرًا، تميل كفة المعارك لصالح القوات المسلحة، مع تقدم الجيش باتجاه القصر من منطقة المقرن، مما يُنذر بجولة جديدة من القتال خلال يناير 2025.
ذكريات طمستها الحرب
مع استمرار القتال، باتت منطقة السوق العربي مهجورة من السيارات والمارة، وأصبحت أقرب إلى مدينة مهجورة منذ قرون. المباني التجارية والحكومية تحولت إلى أطلال، بينما يعيش السكان على أمل العودة إلى ذكرياتهم في المكان.
ورغم كل الدمار، لا تزال هناك رغبة لدى السودانيين في رؤية السوق العربي ينبض بالحياة مرة أخرى، كرمز للتعافي من الحرب التي مزقت البلاد.