كــ.ــارثة النيل الأبيض.. انحسار مياه الفيضانات يكشف عن دمــ.ــار هائل

322222

غمرت فيضانات عارمة عدة مدن وقرى في ولاية النيل الأبيض المجاورة للعاصمة السودانية خلال الأيام الأخيرة، مما خلف دمارًا كبيرًا في بعض المنازل والأسواق، خاصة في المناطق الفقيرة. مدينة الجزيرة تُعتبر من أكثر المدن تأثرًا بالفيضانات، حيث يقول آدم سعيد، أحد سكان “الجزيرة أبا”، إن الأضرار التي لحقت بالمدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 100 ألف نسمة لا يمكن حصرها حاليًا. فقد دمرت العديد من الأحياء مثل الإنقاذ وحمر وزغاوة والغار، وبلغ عدد المنازل المتضررة حوالي 700 منزل، بينما تم نقل عشرات الأسر إلى منطقة الحجر، حيث يعيشون الآن في العراء.

كما غمر الفيضان ست مدارس وكلية الشريعة التابعة لجامعة الإمام المهدي، مما أثّر بشكل مباشر على محطات المياه والكهرباء، وأدى إلى نقص حاد في المياه الصالحة للشرب. بدأ النازحون في شراء برميل الماء بسعر يصل إلى أربعة آلاف جنيه، في حين أن المدينة تواجه تفشي مرض الكوليرا الذي أسفر عن وفاة عدد من الأشخاص. ويصف رئيس مجلس مستشفى الجزيرة، أبا مبارك الطيب إبراهيم، الوضع قائلاً: “الفيضانات التي تعرضت لها المدينة لم تشهدها المنطقة منذ عقود، وقد تسببت في دمار كبير للمشاريع الزراعية التي يعتمد عليها السكان”.

أما بالنسبة للنازحين من مناطق الحرب، فقد ذكر إبراهيم أن أكثر من 30 مركزًا لإيواء النازحين تضرروا أيضًا، وأن المستشفى الوحيد في المدينة يعاني من ضغط كبير بسبب مرض الكوليرا. ويشير إلى أن المرضى يضطرون لجلب أسرّتهم من منازلهم ليتم حجزهم وتقديم الخدمات الطبية لهم في الفناء. المستشفى بحاجة ماسة للمساعدات الطبية، بما في ذلك المحاليل الوريدية والأدوية والخيام، إضافة إلى المساعدات الغذائية.

عبد العزيز أحمد، أحد سكان الجزيرة، يروي تجربته قائلاً: “الوضع كارثي، فقد دمرت معظم منازل المدينة، خاصة في حي الغار حيث أعيش. نزحت إلى مدينة كوستي القريبة بعد انهيار منزلي”. ويضيف: “لا يوجد أي اهتمام من السلطات المحلية أو المركزية بحالتنا، والمنظمات التطوعية غائبة”. في الوقت نفسه، يشير أحمد مضوي، من مدينة الجبلين التي تأثرت بالفيضانات أيضًا، إلى أن الفيضانات غمرت مقبرة المدينة وتهدد العديد من الأحياء، مشددًا على الحاجة الماسة للمساعدات الإنسانية في المنطقة.

تشير التقارير إلى أن هناك جدلاً كبيرًا حول أسباب الفيضانات غير المتوقعة في نهر النيل الأبيض. اتهم بعض المواطنين قوات الدعم السريع بإغلاق بوابات خزان جبل أولياء جنوب الخرطوم، مما أدى إلى ارتفاع مستويات المياه في مناطق جنوب الخرطوم. في حين يعزو آخرون الكارثة إلى التغيرات المناخية وهطول أمطار غزيرة في أوغندا، مصدر النهر، وكذلك في جنوب السودان.

الخبير البيئي طه بدوي يشير إلى أن التغيرات المناخية لم تُظهر زيادة ملحوظة في كمية الأمطار على طول منطقة نهر النيل الأبيض، ويرجح أن تكون هناك مشاكل فنية في خزان جبل أولياء. وفي ظل غياب المعلومات الدقيقة من المصادر الرسمية، يحذر بدوي من أن الوضع قد يتفاقم إذا لم يتم اتخاذ خطوات فورية لمعالجة المشكلة.

من جانبها، نددت قوات الدعم السريع بالاتهامات الموجهة لها، وأوضحت في بيان لها أنها تتابع تطورات الفيضانات الناتجة عن الأعطال في بوابات خزان جبل أولياء، بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية للسد جراء الاستهداف المتكرر من قبل الجيش السوداني. وأكدت أنها استعانت بخبراء وفنيين لمعالجة بعض المشاكل، وأشارت إلى استمرار جهودها لفتح بوابات الخزان.

اضغط هنا للإنضمام الي مجموعاتنا في واتساب

مقالات ذات صلة

sudaray 2024 06 15T085417.340 768x463 1

أين الدليل؟.. حملة تشويه فاشلة تستهدف السفارة السودانية وقيادتها بالقاهرة

قصف مدفعي 920x425 1

السودان يستقبل 2025 تحت نار الحـ.ـرب.. السلام مفقود والدمـ.ـار مستمر

202411291031183118

مبادرة “كلنا واحد” جسر للتضامن والتلاحم الاجتماعي

images 2024 12 23T214300.360

العائدون من المـــ.ـوت: شهادات مروعة لمعتــ.ــقلين سابقين لدى الدعم السريع