رأي إعلامي
أ/ شاذلي عبدالسلام محمد
حكومة اللجوء السياسي: من نيروبي إلى اللامكان
المعارضة بين التغيير والعبث
في عالم السياسة، تعودنا أن نرى معارضات قوية تطرح البدائل وتقود الجماهير نحو التغيير الحقيقي. لكن في السودان، اختارت بعض القوى السياسية المعارضة تقديم نموذج فريد من العبث السياسي، بإعلان حكومة موازية من نيروبي، وكأننا نشاهد نسخة أفريقية من أفلام الخيال السياسي الرديء.
الدعم السريع: الفشل العسكري والتجربة السياسية
فشل الدعم السريع عسكريًا رغم الأموال والأسلحة والتدريبات، وقرر تجربة حظه في السياسة، لكن ليس عبر العمل السياسي الناضج، بل عبر وكلاء يبحثون عن دور في مشهد ضبابي. تناسوا أن الشرعية لا تُصنع في الفنادق ولا تُدار من عواصم أجنبية.
ما هي مقومات الحكومة؟
أي حكومة تحتاج إلى ثلاثة عناصر أساسية:
الشرعية
الأرض
الشعب المؤيد
أما هذه الحكومة المعلنة من نيروبي، فلا تملك أيا من ذلك. فهل سيحكمون السودان عبر اجتماعات زووم؟ أم أن الشعب السوداني، الذي يعاني ويلات الحرب والغلاء، سيترك مشاكله ليبايع حكومة وهمية تُعلن في أحد مقاهي العاصمة الكينية؟
الموقف الكيني: استضافة أم تورط؟
السؤال هنا: ما هو موقف كينيا الرسمي من هذا العبث؟
هل سمحت لهم بهذه الخطوة كنوع من الكرم السياسي؟ أم أنها وجدت نفسها فجأة في قلب كوميديا سياسية غير محسوبة؟ هل يمكن لدولة أن تستضيف حكومة موازية دون أن تكون طرفًا في الأزمة؟
من ساحة المعركة إلى الميكروفونات
بعد أن فشل الدعم السريع في تحقيق نصر عسكري حقيقي، وواجه مقاومة متزايدة، قرر البحث عن بديل سياسي عبر شخصيات تجيد الظهور في المؤتمرات الصحفية أكثر مما تجيد بناء دولة. لكن السؤال الأهم:
هل يمكن لمن يقتل المدنيين ويدمر المدن أن يطرح نفسه كخيار سياسي؟
السياسة ليست شعارات جوفاء
السياسة ليست مجرد مؤتمرات وخطابات، بل التزام بالمبادئ والقدرة على إدارة شؤون الناس. والشعب السوداني، الذي خبر هذه الوجوه وعرف تناقضاتها، لن يُخدع بسهولة بشعارات جديدة تأتي من خارج الحدود.
السودان لا يُحكم من الخارج
الرسالة واضحة:
السودان بلد عريق لن يُحكم من الخارج.
لن يقبل حكومة تُعلن من غرف مكيفة بعيدة عن معاناة الناس الحقيقية.
الشرعية تُكتسب من الشعب، لا تُمنح في المؤتمرات الصحفية.
النهاية المحتومة
هذه الحكومة الموازية ستنتهي مثل كل المشاريع الوهمية السابقة: إلى النسيان التام.
19 فبراير 2025م
اضغط هنا للإنضمام الي مجموعاتنا في واتساب
