رأي إعلامي
التعليم ليس تلقينًا، بل استكشافٌ ومعرفة!
أنا مقتنع بأن المقرر الجامعي لا يجب أن يكون مجرد نص محفوظ داخل دفاتر المذكرات، بل رحلة استكشاف معرفية. لماذا لا يكون التقييم الأكاديمي قائمًا على قدرة الطالب على البحث والتفاعل مع المكتبات والكتب، بدلاً من الاعتماد فقط على ما يُلقى داخل القاعات؟
التعليم بين التلقين والبحث
العملية التعليمية اليوم تعتمد على التلقين والتحصيل، حيث يُمنح الطالب المعلومة جاهزة ويُختبر في مدى حفظها، لكن ماذا لو كانت المعرفة ليست في الإجابة، بل في البحث عن السؤال الصحيح؟
المكتبة مختبر الفكر والمعرفة
أنا مقتنع بأن ربط التقييم الأكاديمي بالبحث في المكتبات ليس مجرد تحسين لطريقة التعلم، بل تغيير في فلسفة التعليم ذاتها. فكما أن المعمل هو البيئة الطبيعية لطلاب العلوم التطبيقية، فإن المكتبة هي المختبر الحقيقي للباحثين والمفكرين.
البحث الأكاديمي.. لماذا لا يُعامل كالتدريب العملي؟
إذا كان التدريب العملي جزءًا أساسيًا من التخصصات التطبيقية، فلماذا لا يكون البحث داخل المكتبات تدريبًا عمليًا للتخصصات النظرية؟ أليس البحث مهارة ضرورية تمامًا مثل التجربة المخبرية؟
التقييم الأكاديمي والتغيير الجوهري
أنا مقتنع بأنه لو ارتبط التقييم الأكاديمي بمقدار البحث والاستكشاف، فسنشهد تحولًا جوهريًا في طريقة التعلم. الطلاب قد يذهبون إلى المكتبة مضطرين في البداية، لكنهم سرعان ما سيكتشفون متعة البحث وشغف المعرفة.
الجامعات.. بيئات للأسئلة أم مصانع للإجابات؟
لماذا تأخرنا في إدراك أن التعليم الحقيقي يبدأ بالسؤال؟ لماذا تحولت الجامعات إلى مؤسسات تمنح “إجابات جاهزة” بدلاً من أن تثير الأسئلة؟ لماذا أصبحنا نقيس نجاح الطالب بقدرته على الحفظ، وليس بقدرته على التفكير النقدي والاستقلال في البحث؟
التعليم في الدول المتقدمة: البحث هو الأساس
في الجامعات العالمية، البحث والاطلاع جزء أصيل من العملية التعليمية، والطلاب مطالبون بالرجوع إلى عشرات المصادر لتكوين رؤيتهم الخاصة. الهدف ليس مجرد معرفة الإجابة الصحيحة، بل فهم كيفية الوصول إليها.
فرصة لإعادة التفكير في منظومة التعليم
لدينا فرصة لتحويل البحث من عبء إضافي إلى جوهر العملية التعليمية، ليصبح الطالب مستكشفًا للمعرفة لا متلقيًا لها. فالمكتبة ليست مجرد رفوف صامتة، بل عالم من الأسئلة ينتظر من يغامر بالدخول إليه.
من مجبر على البحث اليوم.. إلى عاشق للمعرفة غدًا!
أنا مقتنع بأن من يذهب إلى المكتبة مجبرًا اليوم، قد يصبح عاشقًا للمعرفة غدًا. فإذا أردنا نظامًا تعليميًا يخلق عقولًا حرة، فعلينا تعليم الطلاب كيف يبحثون عن الأسئلة، لا مجرد تلقينهم الإجابات، لأن السؤال هو البداية الحقيقية لكل معرفة تستحق أن تُسمى كذلك.
إلى أن نلتقي…
٢ فبراير ٢٠٢٥م