الشرق الأوسط على مفترق طرق

رصد – نافذة السودان

الشرق الأوسط عند مفترق الطرق: دعوة للتغيير والعمل المشترك بين الانتخابات الأمريكية وصراعات الشرق الأوسط

عند اختيار موضوع هذه المقالة، كان هناك تردد بين مناقشة نتائج الانتخابات الأمريكية أو التطرق إلى الصراعات والممارسات اللاإنسانية المنتشرة في الشرق الأوسط. ورغم الأهمية السياسية للانتخابات الأمريكية، إلا أن التركيز على الخسائر والمآسي في منطقتنا بدا أكثر إلحاحاً. لذا، اخترت تسليط الضوء على ما يجب على الدول العربية فعله لمعالجة تلك القضايا والخسائر المستمرة.

إعادة تشكيل المنطقة

يعيش الشرق الأوسط اليوم فترة تغييرات جذرية تشمل الجغرافيا، السياسة، الاقتصاد، الأمن القومي، والمجتمع. هذه التحولات الاستراتيجية تتطلب تعاوناً فعالاً بين الدول العربية على المستويين الفردي والإقليمي. اللامبالاة الحالية تشبه السماح لمرض خبيث بالانتشار دون مقاومة، وهو ما يهدد “الجسد العربي” بمزيد من الانقسامات.

على الجانب الإيجابي، يشكل الشباب نسبة كبيرة من سكان المنطقة، مما يمنح أملاً في بناء مستقبل أفضل. ومع ذلك، تبقى النزاعات الإقليمية والتحديات الاقتصادية والسياسية عائقاً أمام استغلال هذه الإمكانيات.

التحديات الإقليمية

تشمل أبرز التحديات نزاعات سياسية داخل الدول وعبر الحدود، أزمات اقتصادية ومواردية، ومخاطر أمنية مثل السيطرة على الممرات البحرية والطاقة. إلى جانب ذلك، تتزايد محاولات فرض أيديولوجيات معينة باستخدام القوة، وسط ردود فعل دولية وإقليمية متواضعة تُفهم كقبول ضمني لهذه التجاوزات.

الحاجة إلى العمل

رغم الاستقطاب العالمي الحاد، عُقدت قمة “مستقبل العالم” في نيويورك، وهي فرصة للدول العربية لاتخاذ قرارات سياسية جريئة. يجب أن تتبنى الدول العربية رؤية استباقية للجغرافيا السياسية بالمنطقة، مع إجراءات ملموسة للحد من التجاوزات التي تهدد مصالحها.

الخطوات المقترحة

تبني رؤية تدريجية لتحقيق تطلعات الشباب:
يجب بناء أسس قوية للأمن الوطني، لتجنب الإحباطات الناتجة عن الظلم وعدم المساواة.

تنويع العلاقات الإقليمية والدولية:
إعادة ضبط العلاقات السياسية والأمنية لتعزيز التوازن الإقليمي.

إطلاق وثيقة إطارية إقليمية:
تقديم وثيقة إقليمية ذات مسارين:

المسار الأول: تأكيد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حسن الجوار. المسار الثاني: إنشاء هيكل استشاري للأمن القومي يركز على الدبلوماسية وإدارة الأزمات. الختام

رغم صعوبة الأحداث الراهنة، فإن التقاعس عن اتخاذ خطوات استباقية سيؤدي إلى نتائج كارثية على المدى الطويل. الوقت الآن للعمل الجاد لبناء مستقبل أكثر استقراراً وأمناً للمنطقة. التكلفة الحتمية لعدم المشاركة هائلة، مما يجعل التحرك الإيجابي ضرورة لا خياراً.

اضغط هنا للإنضمام الي مجموعاتنا في واتساب

مقالات ذات صلة

فلسفة الواقع المر.. تشاد بين الجوار السيئ والمصالح الضيقة

الوساطة التركية فرصة سلام أم لعبة مصالح؟

أفراح تتحول إلى مآسي!

مبادرة أركويت للحوار بين خيال صاحب التيار وواقعية المشهد السياسي