مع بزوغ أمل انقشاع غيمة الحرب وبإذن الله تعالى، تلوح في الأفق مرحلة جديدة تتطلب منا جميعاً وقفة جادة مع الذات. فالسؤال الذي يطرق الأذهان اليوم: ماذا بعد الحرب؟ كيف ننهض بوطن أثقلته سنون الصراع، ونجعله ينبض من جديد بالحياة والاستقرار؟
دروس من حرب الكرامة
حرب الكرامة ليست مجرد صراع في تاريخ السودان، بل هي نقطة تحول عميقة مليئة بالدروس والعبر. فقد علمتنا هذه الحرب:
وحدة الصف: الحصن الذي يحمي الوطن من التفكك. التضامن وقت الشدة: سبيلنا للبقاء والنهوض. أهمية القيادة الواعية: فبدون رؤية وخطة استراتيجية واضحة، يصبح الوطن فريسة للفوضى والطمع. الانتقال من الحرب إلى السلم
إن الانتقال إلى السلم ليس مجرد نصر عسكري أو سحق لعدو تمرد، بل هو عملية شاملة تتطلب:
حضور العدالة والمساواة. وحدة الصف وتجاوز الخلافات. رؤية مشتركة لتحقيق الاستقرار والتنمية. مسؤوليات الجميع
مرحلة البناء ليست مسؤولية الحكومة وحدها، بل هي واجب على كل سوداني:
المزارع: عليه العودة إلى الأرض لإحياء خصوبتها. المعلم: يحمل أمانة بناء العقول وترسيخ قيم الوطنية. المثقف: يرسم معالم النهضة بفكره النيّر. الشباب: هم عماد المستقبل ووقوده. الجندي: يبقى في خندقه حارساً للدين والأرض والعقيدة. الطريق نحو النهضة
إعادة البناء تبدأ بتكاتف الجهود، وإطلاق المشاريع التنموية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي. السودان يمتلك ثروات هائلة وأبناءً قادرين على استغلالها لتحقيق نهضة شاملة. المهمة قد تكون صعبة لكنها ليست مستحيلة، وبالإرادة الصادقة يمكننا تحويل الدمار إلى بناء، والتخلف إلى تقدم.
الوعي هو الأساس
التقدم الحضاري لا يُقاس بالمباني فقط، بل بوعي الشعوب وثقافتها. يقول تعالى: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”. فلنبدأ بإصلاح النفوس، وبث قيم التسامح، واحترام التنوع الثقافي والاجتماعي.
هل أنت مستعد؟
هذا السؤال يتطلب إجابة صادقة من كل فرد:
هل أنت مستعد لتضع مصلحة الوطن فوق مصالحك الشخصية؟ هل أنت مستعد لبذل الجهد والوقت من أجل سودان جديد؟
التاريخ يراقب ويسجل. فلنجعل من هذه المرحلة بداية لنهضة شاملة تسندها رؤية وطنية ودستور يتوافق عليه الجميع. السودان ينتظرك، فهل أنت مستعد؟