شهد العالم يوم أمس، 20 يناير 2025، حدثًا سياسيًا هامًا بتولي دونالد ترامب منصب رئيس الولايات المتحدة للمرة الثانية، وسط سياق عالمي مليء بالتحديات والتغيرات. وقد جاء هذا التنصيب ليحمل انعكاسات عميقة على الأوضاع الإقليمية والدولية، بما في ذلك المشهد السوداني الذي يمر بمرحلة حساسة نتيجة للصراع المستمر بين الجيش السوداني والمليشيات المتمردة.
مواقف ترامب والسياسة الخارجية
معروف عن ترامب مواقفه الحادة والعملية تجاه الحروب والنزاعات، إذ يفضل التعامل معها بمنهج براغماتي يخدم المصالح الأمريكية أولاً. وفي خطاب التنصيب، أكد على استعادة “العظمة الأمريكية” من خلال التركيز على مصالح الشعب الأمريكي وتقليل التدخلات العسكرية المباشرة إلا إذا كانت تخدم أهدافًا استراتيجية واضحة. كما شدد على أهمية مواجهة الإرهاب والمليشيات المسلحة التي تهدد استقرار الدول.
السودان في دائرة الاهتمام
السودان، الذي يعاني من صراع مدمر بين الجيش النظامي وقوى متمردة مدعومة أحيانًا من قوى إقليمية ودولية، قد يصبح محور اهتمام إدارة ترامب الجديدة لعدة أسباب:
مكافحة الإرهاب: تعتبر المليشيات المسلحة تهديدًا للاستقرار الإقليمي والدولي. الموارد الطبيعية: يمتلك السودان احتياطات كبيرة من الذهب والمعادن، مما يجذب اهتمام الشركات الأمريكية، خاصة مع سياسة ترامب الاقتصادية. التنافس الدولي: النفوذ الروسي والصيني المتزايد في إفريقيا قد يدفع الإدارة الأمريكية للبحث عن توازن استراتيجي في المنطقة.
سيناريوهات محتملة
إدارة ترامب قد تقدم عدة خيارات تؤثر على المشهد السوداني:
دعم الجيش السوداني: تبني موقف داعم للجيش قد يُحدث تحولًا في ميزان القوى لصالح الدولة. الضغط على المليشيات: قد تمارس أمريكا ضغوطًا دولية لوقف الدعم الخارجي للمليشيات، مما يضعف قوتها. التدخل الاقتصادي: يمكن أن تقدم الولايات المتحدة مبادرات اقتصادية لدعم استقرار السودان، مما يخفف من آثار الحرب.
قراءة المشهد
تنصيب ترامب يفتح صفحة جديدة في السياسة الدولية، وقد تكون مليئة بالمفاجآت والتغيرات بالنسبة للسودان. هذه المرحلة تتطلب قراءة واعية للسياسات الأمريكية الجديدة واستثمار أي فرصة لتحقيق الاستقرار وإنهاء النزاع. فرغم براغماتية إدارة ترامب، تظل المصالح الأمريكية في المقدمة. لذلك، على القيادة السودانية التحلي بالحكمة والمرونة للتعامل مع هذا المتغير بما يخدم مصلحة الوطن وأمنه.
