رأي إعلامي
أ/شاذلي عبدالسلام محمد
الطريق ليس للجميع
في دروب المجد لا مكان للمترددين ولا بقاء للمتخاذلين فالنصر صبر ساعة، والنجاح وليد الصمود…..
عزيزي القارئ التاريخ لا يكتب أسماء المتفرجين ولا يخلد أولئك الذين وقفوا على الهامش يراقبون المعركة من بعيد بل يرفع من قاتلوا، من صبروا، من لم تهزهم العواصف، ولم تنل منهم الشائعات ولم ينكسروا رغم وطأة المحن فالنجاح تماما كالنصر في الميدان ليس وليد ضربة حظ ولا ثمرة مجهود عابر بل هو نتيجة مسار طويل من الصبر من الإصرار من المعارك التي خيضت بكل ما يملكه الإنسان من قوة وعزيمة…..
في هذه الحياة كما في السياسة وكما في ساحات القتال النجاح لا يأتي بسهولة بل يحتاج إلى قوة تحمل استثنائية يحتاج إلى عقل ثابت لا تهزه العواصف يحتاج إلى نفس طويل لا تهزمها الإحباطات وفي كل ميدان هناك معارك تخاض بعضها بالسلاح وبعضها بالأفكار وبعضها بالصبر على الأذى والتشويه لكن القاسم المشترك بينها جميعا هو أن المنتصر ليس من يملك القوة فقط بل من يملك القدرة على الصمود حتى النهاية….
ننظر اليوم إلى قواتنا المسلحة وهي تواجه تحدياتها بثبات و نخوض معها معركة شريفة ضد أعداء الوطن الذين لا يريدون لهذا البلد أن ينهض الذين يخشون نجاحه كما يخشى الفاشل رؤية من يتفوق عليه وبينما يقف الجنود في خطوط المواجهة الأمامية هناك أيضا من يخوض معاركه في الحياة في عمله في مجتمعه في مشروعه الذي يحاول أن ينجزه رغم العراقيل التي يضعها أعداء النجاح أمامه…..
النجاح في أي مجال يشبه النصر في المعركة كلاهما يحتاج إلى تخطيط إلى شجاعة إلى استعداد لمواجهة الأزمات و لكن أصعب ما في النجاح هو تلك الحرب النفسية التي يشنها أعداؤه فكما أن الجيوش تتعرض لحملات التشويه فإن كل ناجح يجد نفسه محاطا بمن يحاولون التقليل من إنجازاته يتهمونه بما ليس فيه و يحاولون تشويه صورته لأنهم لا يستطيعون مواجهته في ساحة الإنجاز فيلجأون إلى الأساليب الرخيصة….
التاريخ مليء بالأمثلة من قادة الدول الذين تعرّضوا للمؤامرات لأنهم أرادوا الإصلاح و إلى العلماء الذين تعرضوا للاضطهاد لأنهم سبقوا زمانهم و إلى رجال الأعمال الذين تمت محاربتهم لأنهم بنوا مجدهم بعرقهم و إلى أي شخص قرر أن يشق طريقه دون أن يكون تابعا لأحد وكما كان الأعداء يحاولون إسقاط الدول العظيمة بالفتن الداخلية هناك دائما من يحاول إسقاط الناجحين بنفس الطريقة بالكلام بالشائعات بمحاولة عرقلتهم بأي وسيلة ممكنة…..
لكن الفرق الحقيقي بين الناجح والفاشل ليس في الموهبة ولا في الذكاء بل في التحمل وفي الصبر وفي القدرة على الاستمرار رغم كل شيء فالناجح لا يتوقف عند كل كلمة ولا ينشغل بالرد على كل تهمة ولا يسمح لصغار العقول بأن يعطلوا مسيرته وكما أن القوات المسلحة اليوم تواصل معاركها دون أن تلتفت إلى حملات التشويه فإن أي شخص يريد النجاح يجب أن يمتلك هذه الروح أن يعرف أن المعركة لم تحسم بعد وأن من يصمد حتى النهاية هو الذي سيكتب التاريخ باسمه….
احبتي الفاشلون لا يحاربونك لأنك أخطأت بل لأنك نجحت و لا يشوهون سمعتك لأنك سيء بل لأنهم لم يستطيعوا أن يكونوا في مكانكو لا يحاولون إسقاطك لأنك أخذت حقوقهم بل لأنك تجاوزتهم لأنك صنعت لنفسك مكانة لم يكونوا يتوقعونها لك و هؤلاء لا يملكون مشروعا ولا هدفا وكل ما يريدونه هو أن لا يكون هناك من يتفوق عليهم لأن نجاحك يفضح فشلهم و لأن تقدمك يذكرهم بأنهم لم يتحركوا ولأن كل خطوة تخطوها تجعلهم أكثر خوفا من أن تصل إلى ما لم يصلوا إليه…
عزيزي القارئ الناجحين الحقيقيين لا يبالون بهذه المعارك الجانبية لأنهم يعرفون أن طريقهم طويل وأن العبرة ليست بالبدايات بل بالنهايات وأن القصة لم تنته بعد وأن الزمن كفيل بكشف الحقيقة وأن العظماء لا يهزمون بالكلام بل يستمرون حتى يصلوا إلى ما أرادوا لأنهم لم يضعوا في حسبانهم التراجع لأنهم يؤمنون أن الشمس لا تغطى بغربال وأن العمل الجاد لا يحتاج إلى دعاية وأن المجتهد لا يحتاج إلى تبرير نفسه و لأن الإنجاز وحده هو الذي يتحدث عنه….
هكذا كما تمضي القوات المسلحة اليوم بثبات نحو أهدافها لا تتأثر بالمحاولات اليائسة لإضعافها كذلك يجب أن يكون كل ناجح لا تهتم بما يقال ولا تلتفت لمن يحاول عرقلتك ولا تتوقف عند أول عثرة لأن العبرة ليست بالبدايات بل بالنهايات والتاريخ لا يكتب عن الذين حاولوا إسقاطك بل يكتب عنك أنت إن كنت ممن صمدوا حتى النهاية…
الي ان نلتقي….
٢٥ فبراير ٢٠٢٥م
اضغط هنا للإنضمام الي مجموعاتنا في واتساب