في تطور لافت، وجهت أربع جنديات إسرائيليات محررات انتقادات حادة لقيادة الجيش الإسرائيلي، وذلك خلال اجتماع متوتر مع رئيس الأركان هيرتسي هاليفي، بعد أسابيع من إطلاق سراحهن من غزة.
“حذرناكم لكنكم تجاهلتم التحذيرات!”
كانت الجنديات، وهن من وحدات المراقبة العسكرية، قد وقَعن في الأسر يوم 7 أكتوبر 2023، خلال الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، وبقين محتجزات لأكثر من 15 شهرًا قبل إطلاق سراحهن ضمن صفقة تبادل رهائن في يناير الماضي.
وخلال اللقاء، واجهت الجنديات رئيس الأركان بسيل من الانتقادات اللاذعة، متهمات الجيش بتجاهل التحذيرات التي قدموها قبل وقوع الهجوم، حيث قالت إحداهن:
“كيف يمكنك أن تقول إنك لم تعرف شيئًا عن هجوم حماس؟ كيف لم تستعدوا لهذا الهجوم؟ لقد حذرناكم جميعًا، رأينا ذلك بأعيننا، قمنا بعملنا كما هو مطلوب وحذرنا، لكنكم طردتمونا!”
“الجيش تخلى عنا!”
وبحسب القناة الإسرائيلية 12، فإن الجنديات كن قد حذرن مرارًا وتكرارًا من النشاط المتزايد لحماس على طول الحدود، لكن القيادة العسكرية لم تتخذ أي إجراءات جدية، مما أدى إلى الهجوم الكارثي.
وفي ردّه، اعترف هاليفي بأن الطريقة التي تعامل بها الجيش معهن “غير مقبولة”، لكنه حاول تهدئة الأجواء بالقول:
“نحن نُعلم قادتنا أن يأخذوا كل تحذير بجدية، لقد أديتن واجبكن بشكل جدير بالثناء”.
لكن الجنديات رفضن تبريراته، حيث قالت إحداهن بغضب:
“لقد تخليتم عنا. قاتل زملاؤنا في القاعدة بمفردهم، ولم يأتِ أحد لإنقاذنا!”
“كدنا نموت بسبب قصف الجيش الإسرائيلي!”
لم تقتصر الانتقادات على الإهمال الأمني قبل الهجوم، بل امتدت إلى طريقة تعامل الجيش مع الحرب في غزة. فقد كشفت إحدى الجنديات عن لحظات مرعبة عاشتها أثناء احتجازها، قائلة:
“كنا في غزة، ونجونا في اللحظة الأخيرة أكثر من مرة. كدنا نموت بسبب قصف الجيش الإسرائيلي، كانوا سيقتلوننا بأنفسهم!”
توابع الزلزال الأمني والسياسي
يُعد هذا اللقاء ضربة جديدة للجيش الإسرائيلي، الذي يواجه اتهامات بالفشل الاستخباراتي والعسكري قبل هجوم 7 أكتوبر، وانتقادات داخلية ودولية حول تكتيكاته في حرب غزة.
ورغم محاولات القيادة العسكرية تهدئة الرأي العام، فإن شهادات الجنديات المحررات تضيف مزيدًا من الضغط على المؤسسة العسكرية والحكومة الإسرائيلية، التي تعيش أزمة ثقة متزايدة منذ بدء الحرب
اضغط هنا للإنضمام الي مجموعاتنا في واتساب