هل يشهد إقليم دارفور معارك وشيكة بعد تقدم الجيش السوداني؟

‪الجيش

رصد | نافذة السودان

تزامنًا مع تقدم الجيش السوداني في وسط البلاد وولاية الخرطوم، تمكن “متحرك الصياد” من تحقيق اختراقات استراتيجية، حيث سيطر على ثاني وثالث أكبر مدينة في ولاية شمال كردفان، مقتربًا من فك الحصار عن الأبيض، عاصمة الولاية، والتمهيد لتحرير محلياتها الشمالية.

انعكاسات السيطرة على الأبيض

يرى خبراء عسكريون أن وصول الجيش إلى الأبيض يمثل نقطة تحول مهمة، إذ يمهد الطريق لإعادة السيطرة على أجزاء واسعة من ولاية غرب كردفان وشمال ولاية جنوب كردفان، ويعزز الزحف نحو إقليم دارفور.

التطورات الميدانية السابقة

في 25 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن الجيش السوداني إكمال المرحلة الثانية من العمليات الحربية في الخرطوم، حيث تمكن من ربط قواته القادمة من أم درمان وشمال بحري بجنوده في مقر سلاح الإشارة جنوب مدينة الخرطوم بحري، مما أدى إلى إنهاء حصار مقر القيادة العامة للجيش بوسط الخرطوم.

إنشاء قوات خاصة لتحقيق التقدم

على مدار العام الماضي، أنشأ الجيش قوة مكونة من:

قوات الجيش في النيل الأبيض القوات التي انسحبت من نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور قوات فرقة الهجانة في شمال كردفان قوات مكافحة الإرهاب في جهاز المخابرات

وقد كُلِّفت هذه القوة بفتح الطريق بين كوستي في النيل الأبيض والأبيض في شمال كردفان، مما يسهم في فك الحصار المفروض على المدينة منذ الأيام الأولى للحرب، وهو حصار أثر بشكل كبير على الحركة التجارية وإيصال المساعدات الإنسانية.

الاختراق العسكري في شمال كردفان

في نهاية يناير/كانون الثاني، استعاد “متحرك الصياد” السيطرة على مدينة أم روابة، ثاني كبرى مدن شمال كردفان، بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع التي لجأت إلى استخدام الكمائن والمسيرات.

وفي 17 فبراير/شباط، واصل الجيش تقدمه نحو مدينة الرهد، ثالثة كبرى مدن شمال كردفان، والتي تقع على الحدود مع جنوب كردفان. كما حررت قوات الجيش عدة قرى قريبة من الرهد، مثل سدرة وجبل الداير، حيث كانت تنتشر قوات الدعم السريع.

تداعيات المعارك على قوات الدعم السريع

وفقًا لمصادر عسكرية، تكبدت قوات الدعم السريع خسائر فادحة خلال معارك أم روابة والرهد، حيث قُتل وجرح مئات المقاتلين، ودُمرت عشرات المركبات القتالية، مما أدى إلى إضعاف موقفها العسكري.

الأبيض: قاعدة انطلاق نحو دارفور

توضح المصادر العسكرية أن “متحرك الصياد” لن يتوقف في الأبيض، بل سيتجه جنوبًا إلى الدبيبات في شمال ولاية جنوب كردفان، ومنها إلى أبوزبد في طريقه إلى الفولة، عاصمة ولاية غرب كردفان، في خطوة استراتيجية تهدف إلى فتح الطريق القاري إلى الفاشر، وربط العمليات العسكرية في كردفان بدارفور.

تحركات أخرى نحو دارفور

بالتوازي مع ذلك، أُعلن عن تحرك “نمور الصحراء”، بقيادة عضو مجلس السيادة ياسر العطا وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، من مدينة الدبة في الولاية الشمالية نحو دارفور، في مؤشر على تصعيد العمليات العسكرية في الإقليم.

وجهة نظر قوات الدعم السريع

رفض مسؤول في المكتب الإعلامي لقوات الدعم السريع التعليق بالتفصيل على العمليات العسكرية، لكنه أكد أن قوات الدعم السريع تعتزم التوحد مع الفصائل المتحالفة معها عبر “ميثاق السودان التأسيسي”، مما قد يؤدي إلى تغيير ميزان القوى.

رؤية الخبراء العسكريين

يعتبر الخبير العسكري سالم عبد الله أن تقدم “متحرك الصياد” في شمال كردفان يشكل تحولًا استراتيجيًا في المرحلة الثالثة من الحرب، حيث سيؤدي إلى خنق قوات الدعم السريع في كردفان والضغط عليها في دارفور.

أما الباحث الأمني حسن الأصم، فيرى أن انتشار قوات الدعم السريع في وسط السودان جعلها تواجه استنزافًا كبيرًا، وقاد إلى خسارتها ولايات سنار والجزيرة وأجزاء واسعة من الخرطوم. ويتوقع أن تتخذ قوات الدعم السريع من غرب كردفان نقطة دفاع متقدمة عن دارفور، مما قد يؤدي إلى حرب استنزاف طويلة الأمد.

يبدو أن العمليات العسكرية في كردفان ستشكل نقطة تحول حاسمة في الصراع الدائر في السودان، حيث يسعى الجيش السوداني إلى تحقيق مكاسب ميدانية قد تؤثر بشكل مباشر على مستقبل الحرب ومسارها في إقليم دارفور.

اضغط هنا للإنضمام الي مجموعاتنا في واتساب

مقالات ذات صلة

images 2

مجلس السلم والأمن يتخذ قرارًا بشأن الحكومة الموازية

‪قطر

اتفاق تاريخي.. السودان وقطر يطلقان مشروعًا اقتصاديًا ضخمًا

وردنا الان

مطار الخرطوم تحت سيطرة الجيش.. مرحلة جديدة تبدأ

images 2025 01 04T213233.692

الجيش يحوّل أبراج الحجاز إلى مقبرة للمليشيا.. كواليس معركة الفجر