تمكنت وحدة التقصي وتتبع المعلومات من تحديد نوع المنظومة التي استخدمتها مليشيا الدعم السريع في منطقة قري وهي منظومة Groza-S، والمتخصصة في إطلاق وتشويش الطائرات المسيرة (الدرونات).
وكشفت المعلومات التي تم جمعها عن الجهة الموردة للمنظومة والمشغلين لها، مما يقدم رؤى جديدة حول القدرات العسكرية للمليشيا.
تفاصيل منظومة Groza-S والمعدات المستخدمة
أظهرت التحليلات أن العربة المستخدمة في نقل النظام هي من نوع مرسيدس بينز الموديل 970.057/1024، وتم الحصول عليها من السوق التركية. العربة تحتوي على تحذيرات باللغة التركية بشأن التعديلات المطلوبة عند تركيب المعدات الإضافية، ما يعكس استراتيجية “تعدد المنشأ” التي تعتمدها المليشيا في تجميع الأسلحة والمعدات من مصادر مختلفة.
نظام Groza-S: منظومة متقدمة لمكافحة الدرونات
تم الكشف عن أن المنظومة المستخدمة هي نظام Groza-S، وهي منظومة متقدمة للتشويش والحرب الإلكترونية تم تصميمها خصيصًا لمكافحة الطائرات المسيرة.
المنظومة من إنتاج شركة KB Radar JSC البيلاروسية، وقد تم نقلها من ليبيا إلى السودان، حيث تم نشرها في منطقة قري العسكرية.
نظام Groza-S يعمل في نطاق ترددي واسع يتراوح من 10 ميغاهيرتز إلى 6,000 ميغاهيرتز، ويتميز بقدرات استطلاع وتشويش متقدمة، يستطيع النظام اكتشاف الإشارات من وحدات التحكم الأرضية المعادية على مدى يصل إلى 10 كيلومترات، بالإضافة إلى التشويش على هوائيات استقبال الطائرات المسيرة حتى مسافة 30 كيلومترًا.
ما يتمتع النظام بقدرة التشويش على أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية (GPS) حتى مسافة 40 كيلومترًا.
أنماط التشويش والتقنيات المتطورة
يشمل نظام Groza-S أربعة أنماط رئيسية للتشويش:
التشويش على الإشارات الواردة من الدرونات لإعماء هوائيات الاستقبال.
التشويش على الإشارات الصادرة من الدرونات إلى محطة التحكم.
التشويش على أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية الموجهة للطائرات المسيرة.
تقنية “Spoofing” التي تسمح بإرسال بيانات خاطئة للتحكم في الطائرات المسيرة أو إجبارها على الهبوط الاضطراري.
طاقم التشغيل والنقل
يتكون طاقم تشغيل المنظومة من أربعة أفراد، ومن المحتمل أن يكونوا مشغلين ليبيين مأجورين، ويستغرق نشر النظام وقتًا قصيرًا يصل إلى 10 دقائق ليكون جاهزًا للعمل بكامل طاقته، ويعتمد النظام على وحدة طاقة روسية المنشأ من فئة Friendly – 220V 4.5A.
التدمير والضربة القاصمة للمليشيا
كان نظام Groza-S جزءًا من قدرات الحرب الإلكترونية التي استخدمتها مليشيا الدعم السريع في دعم وجودها العسكري في منطقة المصفاة، ومع ذلك، فقد شكل اكتشاف وتدمير هذه المنظومة من قبل القوات المسلحة السودانية ضربة كبيرة للمليشيا، التي كانت تعتمد عليها بشكل رئيسي في عمليات التشويش والحرب الإلكترونية.