كارثة النزوح في السودان.. نفاد المدخرات يهدد الملايين بالمجاعة

1 1771281

 

يعيش 12 مليون نازح سوداني أوضاعًا إنسانية كارثية مع استمرار الحرب التي أجبرتهم على مغادرة منازلهم، وحرمتهم من مصادر دخلهم.

في أحد أسواق كسلا، يعمل الطفل أحمد، البالغ من العمر 11 عامًا، ساعات طويلة مقابل حفنة من الطماطم والبصل، وهو مشهد يتكرر في جميع مناطق النزوح حيث يعاني الملايين من شظف العيش وانعدام الأمن الغذائي.

وصف المفوض السامي لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، فولكر تورك، الوضع الإنساني في السودان بأنه “بائس”، محذرًا من أن النزاع يتخذ منعطفًا أكثر خطورة على المدنيين.

وفيات بسبب الجوع والمرض

بحسب صحيفة نيويورك تايمز، فقد أسفر الصراع عن مقتل أكثر من 150 ألف شخص، فيما انتشرت حالات وفاة بسبب الجوع والمرض نتيجة تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية في البلاد.

كما أظهرت بيانات أن 20 ألف سوداني ينزحون يوميًا بحثًا عن الأمان، مع استمرار المعارك في أكثر من 70% من مساحة السودان.

نازحون جوعى وسط أزمة اقتصادية خانقة

وفقًا للمصفوفة العالمية لتتبع النزوح، فإن 88% من النازحين داخليًا (نحو 10 ملايين شخص) غير قادرين على توفير الغذاء الكافي بسبب ارتفاع الأسعار وشح الموارد.

وتؤكد أم أحمد، وهي موظفة سابقة نزحت من الخرطوم، أن نجلها أحمد يضطر للعمل لساعات طويلة لتأمين وجبة واحدة فقط لعائلته، بعد أن فقدت وظيفتها بسبب الدمار الذي لحق بأكثر من 400 مصنع في العاصمة.

ملايين العاطلين عن العمل وانقطاع الرواتب

كشف تقرير لتنسيقية المهنيين والنقابات السودانية أن الحرب تسببت في فقدان 3 ملايين سوداني لوظائفهم، كما انقطعت أجور ملايين العمال لفترات طويلة، مما أدى إلى تفاقم أزمة الجوع في البلاد

. ويقدر الباحثون الاجتماعيون أن عدد المتأثرين بفقدان الوظائف أو الرواتب يصل إلى 20 مليون شخص.

إنكار حكومي يزيد من تفاقم الأزمة

رغم التقارير المتزايدة حول تفشي الجوع، تصر السلطات السودانية على نفي وجود أزمة غذائية، معتبرة ذلك جزءًا من “حملة إعلامية موجهة”.

ويرى الباحث الأمين مختار أن “الإنكار الحكومي هو أحد الأسباب الرئيسية في تفاقم الكارثة، حيث يفتقر معظم السكان للطعام والدواء، وسط شلل اقتصادي شامل”.

ارتفاع الأسعار ونفاد المدخرات يزيدان المعاناة

أبرز الحقائق حول الأزمة الاقتصادية:

زيادة أسعار السلع الأساسية بأكثر من 400% منذ اندلاع الحرب.

90% من النازحين يجدون صعوبة في الحصول على الخدمات الأساسية بسبب ارتفاع الأسعار ونفاد المدخرات.

56% من النازحين من النساء، و53% من الأطفال دون 18 عامًا، فيما يعاني 64% منهم من عدم توفر مأوى مناسب.

أزمة سيولة حادة تفاقمت مع عملية استبدال العملة الشهر الماضي، مما أدى إلى حرمان العديد من السودانيين من استبدال نقودهم القديمة.

وحذرت تنسيقية المهنيين والنقابات السودانية من أن “عملية استبدال العملة في بيئة غير مستقرة زادت من الأزمات الاقتصادية، ودفعت المزيد من المواطنين إلى الاعتماد على السوق السوداء”.

كارثة إنسانية تستدعي تدخلاً عاجلًا

مع استمرار القتال واتساع رقعة الجوع، يواجه السودانيون خطر مجاعة حقيقية تهدد حياة الملايين، وسط تحذيرات منظمات الإغاثة من أن “السودان مقبل على أزمة غذائية تاريخية”، ما لم يتم تدخل دولي عاجل لإنقاذ الوضع.

 

اضغط هنا للإنضمام الي مجموعاتنا في واتساب

مقالات ذات صلة

sudaray 2024 06 15T085417.340 768x463 1

أين الدليل؟.. حملة تشويه فاشلة تستهدف السفارة السودانية وقيادتها بالقاهرة

images 2024 12 23T214300.360

العائدون من المـــ.ـوت: شهادات مروعة لمعتــ.ــقلين سابقين لدى الدعم السريع

الملك سلمان يدشّن أضخم مشروعات النقل

w1280 p4x3 2023 08 02T122343Z 1583658533 RC2KF2A3GOE0 RTRMADP 3 SUDAN POLITICS CHAD REFUGEES 920x425 1

إلى أين يفر النازحون من دارفور؟.. المثلث الحدودي في دائرة الأزمة