في ظل استمرار الصراع المسلح في السودان لأكثر من 21 شهرًا، تتزايد حدة المواجهات مع تصاعد استخدام الطائرات المسيرة من قبل الجيش وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى خسائر بشرية متزايدة وتدمير واسع للبنية التحتية، في مشهد يعكس تحول النزاع إلى مرحلة أكثر تعقيدًا وخطورة.
مصرع شاب في قصف مسيرة
في حادثة جديدة هزّت الأوساط المحلية، لقي الشاب أسامة صديق أحمد مصرعه في منطقة أبو آدم جنوب الخرطوم، إثر قصف نفذته طائرة مسيرة بالقرب من الأحياء السكنية، وفق ما أفادت به لجنة مقاومة الخرطوم 3.
وقع الحادث يوم الاثنين 19 يناير 2025، حيث استهدفت المسيرة المنطقة المحيطة بالأماكن العامة والمنازل، مما أثار الذعر بين السكان الذين أصبحوا يعيشون تحت تهديد دائم من الضربات الجوية.
انهيار قطاع الكهرباء.. ست ولايات في الظلام
خلال الأيام الأخيرة، تصاعدت الهجمات على البنية التحتية الحيوية، حيث تعرضت محطات تحويل الكهرباء الرئيسية للقصف، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن ست ولايات سودانية، بما في ذلك العاصمة الخرطوم وأجزاء واسعة من أم درمان.
ورغم المحاولات المستمرة من قبل الفرق الهندسية لإصلاح الأضرار، لا تزال مناطق مثل المرخيات في أم درمان تعاني من انقطاع مستمر للكهرباء والمياه نتيجة تدمير محطات التغذية والأنابيب الرئيسية.
حرب المسيرات.. تهديد جديد للأمن السوداني
أصبحت الطائرات المسيرة واحدة من أخطر الأسلحة المستخدمة في النزاع، حيث طورت القوات المتحاربة قدراتها في استخدامها لضرب أهداف بعيدة بدقة عالية.
ووفقًا لمسؤول في البعثة السودانية لدى الأمم المتحدة، فإن قوات الدعم السريع تستخدم مسيرات تُطلق من داخل الأراضي التشادية، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا على مدن استراتيجية مثل الفاشر وعطبرة وأم درمان.
لماذا أبو آدم؟
تُعد منطقة أبو آدم ذات أهمية استراتيجية كبرى، نظرًا لقربها من مصنع اليرموك للأسلحة والذخائر، الذي كان سابقًا هدفًا لغارات جوية إسرائيلية. ونتيجة لهذا، أصبحت المنطقة ساحة لصراع عسكري محتدم، حيث تحاول قوات الدعم السريع تعزيز سيطرتها على جنوب الخرطوم، بينما يسعى الجيش السوداني لحماية منشآته الحيوية.
كارثة إنسانية تهدد المدن السودانية
مع تصاعد القتال واتساع نطاق الضربات الجوية، باتت كل المدن السودانية تحت تهديد مباشر، في ظل انهيار الخدمات الأساسية ونزوح آلاف المدنيين بحثًا عن مناطق أكثر أمانًا.
يقول خبراء إن استمرار هذا التصعيد قد يؤدي إلى انفجار أزمة إنسانية غير مسبوقة، خاصة مع انعدام الأمن الغذائي، وانقطاع الكهرباء والمياه، ونقص الإمدادات الطبية.
هل يتحرك المجتمع الدولي؟
يرى مراقبون أن استمرار الحرب باستخدام المسيرات الحديثة، يفرض ضرورة تدخل المجتمع الدولي لمنع تحول السودان إلى ساحة لحرب بالوكالة، خاصة أن المدنيين هم من يدفعون الثمن الأكبر في هذا الصراع المتصاعد.