بعد 15 شهرًا من القصف المستمر، خرج الفلسطينيون في قطاع غزة إلى الشوارع، بعضهم للاحتفال بوقف إطلاق النار، وآخرون لتفقد منازلهم التي أصبحت ركامًا، بينما تسلّم الصليب الأحمر أول ثلاث محتجزات إسرائيليات من حركة حماس.
عودة إلى الدمار
هرع آلاف الفلسطينيين إلى شوارع غزة، حيث ارتفعت الأعلام الفلسطينية بين الحشود، بينما انطلقت عربات تحمل ما تبقى من متاع الأسر النازحة، في مشهد يعكس مزيجًا من الأمل والحزن.
يقول أحمد أبو أيهم (40 عامًا)، الذي نزح مع أسرته إلى خان يونس:”مشهد الدمار في مدينتي مفزع.. وقف إطلاق النار أنقذ أرواحًا، لكنه ليس وقتًا للاحتفال.. نحن في ألم عميق، حان الوقت لنعانق بعضنا البعض ونبكي.”
أما آية، التي نزحت إلى دير البلح منذ أكثر من عام، فتصف شعورها قائلة:”كأنني وجدت ماءً بعد ضياع طويل في الصحراء.. الحياة عادت إلينا مجددًا.”
طوابير المساعدات والمجاعة التي تلوح في الأفق
في الساعات التي سبقت سريان وقف إطلاق النار، اصطفت شاحنات الإغاثة عند المعابر الحدودية، حيث بدأ برنامج الأغذية العالمي في إدخال المساعدات صباح الأحد.
وينص الاتفاق على دخول 600 شاحنة يوميًا، بينها 50 شاحنة وقود، مع تخصيص نصف الإمدادات للشمال المنكوب، حيث حذر خبراء من أن المجاعة وشيكة.
نزيف مستمر
تقول آية:”انتهت الحرب، لكن الحياة لن تكون كما كانت، فالدمار هائل والخسائر لا تُعوّض. على الأقل، لن يكون هناك مزيد من الدماء.. أتمنى ذلك.”
خلال 15 شهرًا من الحرب، قتلت إسرائيل أكثر من 47 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بينما تحوّل قطاع غزة إلى أنقاض شاهدة على مأساة العصر.