أجمع خبراء الاقتصاد والمراقبون على أهمية استعادة السيطرة على مدينة ود مدني، حاضرة ولاية الجزيرة، وتطهيرها من مليشيا الدعم السريع.
وأكدوا أن تحرير المدينة يمثل خطوة محورية لإعادة إنعاش الاقتصاد السوداني، بالنظر إلى موقعها الجغرافي ودورها الاستراتيجي في دعم مختلف القطاعات الاقتصادية.
الموقع الجغرافي الحيوي
تتميز ولاية الجزيرة بموقعها الذي يربط بين خمس ولايات سودانية، مما يجعلها محورًا رئيسيًا للتجارة الداخلية ونقل السلع.
هذا الموقع يتيح تدفق الوقود والمواد الغذائية إلى مناطق واسعة من السودان، مما يعزز من استقرار الإمدادات في ظل الظروف الراهنة.
مشروع الجزيرة .. شريان غذاء السودان
تُعد ود مدني القلب النابض لمشروع الجزيرة، الذي يُعتبر أكبر مشروع ري انسيابي في إفريقيا، يساهم هذا المشروع بشكل كبير في تلبية احتياجات السودان من المحاصيل الزراعية، مما يعزز الأمن الغذائي ويقلل من الاعتماد على الواردات.
الصناعة بعد الحرب
قبل الحرب، كانت الصناعات السودانية تتمركز في الخرطوم والجزيرة، إلا أن الظروف الأمنية دفعت العديد من أصحاب المصانع لنقل أنشطتهم إلى ود مدني.
وبتحرير المدينة، تُتاح الفرصة لإعادة تشغيل المصانع بكامل طاقتها، مما يعزز الإنتاج المحلي ويخلق فرص عمل جديدة.
آراء الخبراء
السفير أحمد شاور: يرى أن تحرير ود مدني يمثل “مفتاح السر” لتحرير العاصمة الخرطوم، باعتبار أن السيطرة على الجزيرة ستوفر قاعدة لوجستية واستراتيجية تُمهّد لتحركات عسكرية واقتصادية مستقبلية.
د. هيثم فتحي (خبير اقتصادي): يؤكد أن استعادة ولاية الجزيرة تعني تحكمًا أكبر للجيش السوداني في القطاع الزراعي، مما يُعزّز الإنتاج ويقلل من تأثير الحرب على الاقتصاد.
وليد دليل (خبير مصرفي): يشدد على أهمية مشروع الجزيرة كأكبر نظام ري في إفريقيا، مشيرًا إلى أن استقراره سيعيد الثقة إلى القطاع المصرفي والزراعي على حد سواء.
التحديات والآفاق المستقبلية
رغم تحرير ود مدني، يبقى التحدي الأكبر هو إعادة تأهيل البنية التحتية وتنظيم القطاعين الزراعي والصناعي لضمان تعظيم الفائدة الاقتصادية، كذلك، يجب تعزيز الأمن والاستقرار لضمان استمرارية الإنتاج وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.
