تقرير – نافذة السودان
مناوي يغازل “الدعم السريع”: خطوة جديدة نحو التحالف؟
مناوي في تصريحات ليس لدي أي مانع من وضع يدي في يد حميدتي أو غيره للسلام من أجل السودان
في تطور مفاجئ على الساحة السودانية، أثارت تصريحات حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي جدلاً واسعاً، حيث بدا وكأنه يغازل قوات الدعم السريع من خلال إشارات إيجابية حملت بين طياتها دلالات سياسية عميقة. جاءت تصريحاته الأخيرة وسط تصاعد التوترات بين الجيش السوداني و”الدعم السريع”، مما أضاف بُعداً جديداً للتحالفات المتشابكة في الصراع السوداني.
رسائل المناورة السياسية
تصريحات مناوي لم تكن مجرد كلمات عابرة، بل حملت رسائل ضمنية توحي برغبته في الحفاظ على قناة تواصل مفتوحة مع قوات “الدعم السريع”. البعض يرى في هذه التصريحات محاولة لإعادة تموضع سياسي، خاصة أن مناوي يدرك أهمية التعامل مع القوى المؤثرة على الأرض لضمان نفوذه في الإقليم.
في حين ينظر آخرون إلى تصريحاته كخطوة تكتيكية تهدف إلى ضمان استقرار دارفور، التي تعاني منذ فترة طويلة من ويلات الحرب. فـ”الدعم السريع” تظل قوة عسكرية فاعلة في الإقليم، وأي مواجهة مباشرة معها قد تكون لها عواقب كارثية على سكان دارفور.
انتقادات وردود فعل غاضبة
لكن هذه التصريحات لم تمر دون انتقادات. فقد وصفها البعض بأنها محاولة للعب على الحبال السياسية، بينما اتهمه آخرون بالسعي للتحالف مع “الدعم السريع” على حساب الجيش السوداني. ويرى منتقدوه أن هذه الإشارات قد تضعف موقف الحكومة المركزية وتزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري.
الرهانات المستقبلية
يبقى السؤال: هل مناوي يسعى لتوسيع نفوذه السياسي عبر التقارب مع “الدعم السريع”، أم أن تصريحاته مجرد محاولة لتهدئة الأوضاع في دارفور؟ الأيام القادمة ستكشف ما إذا كانت هذه الغزل السياسي خطوة نحو تحالف جديد أم مجرد مناورة مؤقتة في لعبة السياسة السودانية المعقدة.
ختاماً
في بلد يعاني من أزمات متشابكة وصراعات مستمرة، تبقى التحركات السياسية مثل تصريحات مناوي تحت المجهر، خاصة أنها قد تعيد تشكيل موازين القوى بشكل كبير. ولكن على الجميع أن يدرك أن أي انحياز أو تحالف يجب أن يخدم مصالح الشعب السوداني أولاً، بعيداً عن الحسابات الضيقة والمكاسب الآنية.
