رصد – نافذة السودان
كتب: محمود عبد الراضي
في مشهد يعكس أسمى معاني التلاحم والتضامن الاجتماعي، أطلقت وزارة الداخلية مبادرتها الإنسانية “كلنا واحد”، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتكون جسرًا يعبر فوق التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها المواطن. هذه المبادرة تمثل تجسيدًا حيًا للمسؤولية المجتمعية التي تعكس روحًا من التكافل والتعاون بين جميع فئات المجتمع، تحت شعار واحد: “الخير لا يتوقف، والإنسانية لا تعرف الحدود”.
من الأمن إلى الإنسانية
لم تقتصر مبادرة “كلنا واحد” على الجانب الأمني فقط، بل كانت في جوهرها نداءً إنسانيًا يحمل بين طياته رسالة عميقة عن الدور الفاعل الذي يمكن أن تلعبه وزارة الداخلية في تلبية احتياجات المواطنين. في وقت يعاني فيه البعض من ضغوط الحياة اليومية، جاء الأمن ليحمل معهم رسالة تطمئنهم بأنهم ليسوا وحدهم في معركتهم من أجل البقاء، ومواجهة الظروف الاقتصادية العالمية.
انطلقت المبادرة لتوزيع السلع الأساسية والمواد الغذائية على الأسر الأكثر احتياجًا في مختلف أنحاء الجمهورية، في خطوة تُظهر أن الأمان ليس فقط في القبضة الحديدية ضد الجريمة، بل أيضًا في توفير الدعم للمواطنين في أوقات الأزمات.
“كلنا واحد” كقصة من قصص الإيجابية
عدد كبير من الأسر وجدوا يد الأمن تمتد إليهم ليست فقط من أجل الوقاية من الجرائم، بل لمساعدتهم في تخطي الأوقات العصيبة، وارتفاع الأسعار العالمي لبعض السلع. من أسواق القاهرة الكبرى إلى أحياء الريف في المحافظات، كان رجال الأمن حاضرين، يقدمون الدعم والمساعدة لتخفيف العبء عن كاهل الأسر، ليصبحوا بذلك جزءًا من قصة الإيجابية التي تكتبها “كلنا واحد”.
لم تقتصر الحملة على توزيع المواد الغذائية فحسب، بل اشتملت أيضًا على حملات توعية صحية وتعليمية. حيث أخذت المبادرة على عاتقها تعليم الأسر كيفية الترشيد في الاستهلاك، وأهم أساليب الوقاية من الأمراض، فضلاً عن تقديم أدوية مجانية في القرى الأكثر احتياجا. وكأنما أظهرت هذه المبادرة أن “كلنا واحد” ليس مجرد شعار، بل هو نهج يعمل على تجسيده بكل أشكاله.
الداخلية تفتح أبوابها للمواطنين
ما يميز هذه المبادرة هو شمولها لكافة فئات المجتمع، فقد كانت في الواقع برنامجًا متكاملاً شمل شرائح واسعة من المواطنين. جاءت المبادرة لتدعم العمالة غير المنتظمة، المرضى، ذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن. كان أفق الوزارة واسعًا، يرقب احتياجات جميع فئات المجتمع، ليشعر الجميع بأنهم جزء من هذا الوطن، دون أي مفارقات أو تفريق.
في تفاعل غير مسبوق مع هذه الجهود، سجلت مبادرة “كلنا واحد” حضورًا شعبيًا واسعًا في مختلف أنحاء الجمهورية. حيث أعلن العديد من المواطنين عبر منصات التواصل الاجتماعي عن تقديرهم للجهود التي بذلتها وزارة الداخلية في تقديم الدعم، ما يعكس نجاح المبادرة في الوصول إلى قلوب الناس في وقتٍ يحتاج فيه الجميع إلى الطمأنينة والأمل.
“كلنا واحد”: خطوة نحو مجتمع أكثر تلاحمًا
لم تكن “كلنا واحد” مجرد رد فعل على مشكلة أو أزمة، بل كانت استجابة حية لاحتياجات المجتمع المصري بشكل عام، واختبارًا حقيقيًا لقيمة التضامن الاجتماعي. وقد أثبتت المبادرة أن وزارة الداخلية ليست فقط المسؤولة عن حفظ الأمن والنظام، بل هي أيضًا في قلب المجتمع، تعمل على تأمين حاجات أفراده، مع الحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي في أوقات الحاجة.
داخل شوادر “كلنا واحد” التي توفر الأغذية بأسعار مخفضة للمواطنين، عبر الأهالي لـ”اليوم السابع” عن شكرهم للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يولي اهتمامًا كبيرًا بالمواطنين، ويوجه باستمرار بتخفيف الأعباء عن كاهلهم.
أحد المواطنين المتواجد بشوادر “كلنا واحد” أكد أن المبادرة هي نموذج يُحتذى به في كيفية تحويل مؤسسات الدولة إلى صروح للإنسانية والتعاون في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد إلى الجميع للوقوف معًا. أما سيدة أخرى، فأشادت بالتوسع في شوادر المبادرة، التي يتخطى عددها 2400، مؤكدة أن “كلنا واحد” هي حكاية من حكايات الأمل التي نكتبها جميعًا في صفحات الوطن.
في النهاية، تظل “كلنا واحد” شهادة على أن في مصر، كما في كل الأوطان التي تعتز بتاريخها، يتفوق الخير على كل تحدٍ، ويظل الأمل هو القاسم المشترك بين الجميع.