أكدت الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية في السودان أن عمليات الرصد الزلازالي في المنطقة المحيطة بسد الروصيرص وسد النهضة أظهرت وجود نشاط تكتوني غير متوقع، رغم التصريحات السابقة التي كانت تشير إلى أن المنطقة غير نشطة تكتونيًا.
وأوضحت الهيئة أن هناك عددًا كبيرًا من الهزات الأرضية تم تسجيلها في بحيرة سد الروصيرص خلال الفترة الماضية، مما يثير القلق بشأن حدوث هزات متوسطة أو قوية في المستقبل القريب.
النشاط الزلزالي في بحيرة السد
وأشارت الهيئة إلى أن النشاط الزلزالي في بحيرة سد الروصيرص يتماشى مع فرضية “الزلزال الناتج عن الخزانات” (Induced Reservoir Seismicity – IRC)، وهي ظاهرة تحدث عندما تتسبب البحيرات الصناعية في تغييرات بيئية وتكتونية، بما في ذلك تأثيرات على نظم الفوالق في المنطقة وتغيير الضغط في المياه الجوفية.
وأضافت الهيئة أن هذا النشاط قد يترتب عليه مخاطر مستقبيلة على المنطقة المحيطة، في حالة حدوث هزات أكثر قوة.
الهزة الأخيرة وتأثيراتها
في مساء الثلاثاء، الموافق 7 يناير 2025، تم رصد هزة أرضية جديدة في المنطقة، ما يسلط الضوء على استمرار النشاط الزلزالي في هذه المناطق، ومع ذلك، أظهرت الهيئة أن هذا النشاط الزلزالي يأتي في وقت حساس، حيث تم تدمير مركز الشبكة السودانية للرصد الزلزالي في الخرطوم من قبل مليشيا الدعم السريع، التي نهبت العديد من محطات الرصد في الولايات، الأمر الذي يزيد من تعقيد المساعي لمتابعة هذا النشاط الزلزالي.
إنشاء مركز بديل في بورتسودان
من جانبها، أعلنت الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية عن خطط لإنشاء مركز بديل لرصد الزلازل في العاصمة الإدارية بورتسودان في الفترة المقبلة، لتعويض الخسائر التي تعرضت لها محطات الرصد الزلزالي في الخرطوم.
وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز قدرة البلاد على مراقبة النشاط الزلزالي وتحليل مخاطره بشكل أكثر فعالية.
يبقى أن النشاط الزلزالي في منطقة سد الروصيرص والدمازين يحمل احتمالات تأثيرات بيئية وتكتونية قد تتسبب في هزات أرضية قوية في المستقبل، وهو ما يتطلب مراقبة مستمرة وتحديثًا للخطط الاستراتيجية للحد من تأثير هذه الهزات.