أكد وزير الصحة بولاية النيل الأبيض، الزين سعد آدم “، أن وباء الكوليرا يشهد تراجعًا ملحوظًا بعد تفعيل الإجراءات الاحترازية، مشيرًا إلى أن الولاية لم تسجل أي حالة جديدة يوم الثلاثاء 25 فبراير 2025، كما توقفت الوفيات المرتبطة بالمرض.
إجراءات صارمة تحد من انتشار المرض
وأوضح الوزير أن تطبيق قانون الصحة العامة للطوارئ، عبر إغلاق الأسواق والمدارس والمحلات التجارية، وتنفيذ حملات الإصحاح البيئي، أسهم بشكل كبير في كبح تفشي المرض، مشددًا على أن مدينة كوستي تجاوزت مرحلة الخطر ودخلت مرحلة التعافي.
وأضاف أن أكثر من ألف مريض خرجوا من مستشفى كوستي بعد تلقيهم العلاج اللازم، مما يشير إلى تحسن الوضع الصحي في المنطقة.
محطة المياه ودورها في الحد من الأزمة
وأشار الزين سعد إلى أن إعادة تشغيل محطة المياه الرئيسية في كوستي ساعدت في الحد من انتشار المرض، إذ كانت المياه الملوثة أحد الأسباب الرئيسة لتفشي الكوليرا في المدينة.
وكانت محطة كهرباء “أم دباكر” التحويلية قد تعرضت للقصف من قبل قوات الدعم السريع في 16 فبراير، ما أدى إلى توقف عمل محطات المياه، مما ساهم في تفاقم الأزمة الصحية.
إحصائيات رسمية ودولية حول تفشي الكوليرا
وسبق أن أعلنت وزارة الصحة السودانية، يوم السبت 23 فبراير، تسجيل 1351 إصابة بالكوليرا، بينها 58 وفاة خلال ثلاثة أيام في مدينة كوستي.
وأوضحت منظمة “أطباء بلا حدود” أن عشرات الأشخاص لقوا حتفهم، فيما يخضع أكثر من 800 للعلاج من الإسهال المائي الحاد والجفاف في مركز علاج الكوليرا بمستشفى كوستي التعليمي.
بدورها، حذرت منظمة الأمم المتحدة لحماية الطفولة “يونيسف”، في بيان يوم 21 فبراير، من أن مئات الإصابات المسجلة في ولاية النيل الأبيض تشكل خطرًا كبيرًا على الأطفال وأسرهم.
السودان يواجه أزمة صحية غير مسبوقة
يعيش السودان أزمة صحية كارثية في ظل خروج أكثر من 80% من المستشفيات والمرافق الصحية عن الخدمة، نتيجة الحرب المستمرة منذ 15 أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، فيما تشير تقديرات بحثية إلى أن العدد قد يكون أقرب إلى 130 ألف قتيل، مع نزوح نحو 15 مليون شخص داخل وخارج البلاد.