مع استمرار الصراع في السودان، أصبحت المرافق الطبية والمستشفيات هدفًا مباشرًا للهجمات، ما فاقم معاناة المدنيين وزاد من تدهور الوضع الصحي في البلاد.
وخلال عشرة أيام فقط، تعرضت ثلاث مستشفيات للقصف، كان أبرزها:
1. المستشفى السعودي في الفاشر – تعرض لقصف مدفعي من قبل قوات الدعم السريع أواخر يناير، ما أدى إلى مقتل 70 شخصًا، بينهم أطفال ونساء.
2. مستشفى النو بأم درمان – استهدفه قصف مدفعي لقوات الدعم السريع يوم الثلاثاء الماضي، مخلفًا 7 قتلى وعشرات الجرحى.
3. مستشفى نيالا بجنوب دارفور – قصفه الطيران الحربي يوم الإثنين، ما أسفر عن إصابة العشرات وتدمير أجزاء من المستشفى.
شهادات مروعة من داخل مستشفى نيالا
روى أحد الأطباء في منظمة أطباء بلا حدود تفاصيل القصف الذي طال مستشفى نيالا التعليمي، حيث قال:
“بينما كنا نقوم بعملنا المعتاد، فجأة سمعنا صوت انفجار عنيف. القنبلة الأولى سببت فوضى عارمة، وبدأ الجميع في الركض بحثًا عن مأوى. رأينا الغبار والدخان يتصاعد من شمال المستشفى، ثم دوى انفجار آخر هزّ المبنى بالكامل.”
وتابع الطبيب قائلاً:
“مع وصول المصابين إلى قسم الطوارئ، كان الدم في كل مكان. بعض أفراد الفريق الطبي كانوا مرعوبين، لكننا اضطررنا لمواصلة العمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.”
انهيار القطاع الصحي.. أرقام صادمة
أعلنت وزارة الصحة السودانية أن خسائر القطاع الصحي بلغت 11 مليار دولار، نتيجة الدمار والنهب الذي طال المستشفيات والمعدات الطبية ومصانع الأدوية.
كما أكد وزير الصحة هيثم محمد إبراهيم أن:
75% من المستشفيات (540 من أصل 702) أصبحت خارج الخدمة أو تعمل جزئيًا.
نهب وتدمير سيارات الإسعاف والمخازن الطبية فاقم من نقص الإمدادات الأساسية.
80% من المرافق الصحية توقفت عن العمل بالكامل بسبب الحرب.
المنظمات الدولية تدين القصف العشوائي للمستشفيات
أدان تيدروس أدهانوم، مدير منظمة الصحة العالمية، استهداف المستشفيات في السودان، محذرًا من أن الهجمات على مرافق الرعاية الصحية أصبحت “الوضع الطبيعي الجديد” في الصراعات المسلحة.
وأشار إلى أن عدم محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم يعد انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، مؤكدًا أن المنظمة قدمت 9 توصيات لملاحقة مرتكبي الاعتداءات على المرافق الصحية، لكن لم يتم تنفيذ أي منها حتى الآن.
هل تنهار المنظومة الصحية بالكامل؟
مع تصاعد القصف واستمرار الحرب، يواجه السودان كارثة صحية وإنسانية غير مسبوقة، حيث يُترك المرضى والجرحى بلا رعاية طبية كافية، وسط نقص حاد في الإمدادات الأساسية، ما يجعل النظام الصحي على حافة الانهيار التام.
اضغط هنا للإنضمام الي مجموعاتنا في واتساب