في تطور لافت، وصل رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إلى مدينة ود مدني بولاية الجزيرة، وذلك عقب نجاح الجيش السوداني في استعادة السيطرة على المدينة بعد معركة حاسمة ضد قوات الدعم السريع.
ود مدني.. الموقع الاستراتيجي ومعركة الحسم
تُعد مدينة ود مدني نقطة محورية في المشهد العسكري السوداني، حيث تمثل مركزًا استراتيجيًا مهمًا في ولاية الجزيرة، فضلًا عن كونها شريانًا حيويًا يربط العاصمة الخرطوم بالمناطق الأخرى.
ومنذ سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة في سبتمبر 2023، أصبحت محورًا رئيسيًا في الصراع الجاري. إلا أن الجيش السوداني تمكن السبت الماضي من استعادة المدينة بالكامل بعد عمليات عسكرية مكثفة.
زيارة البرهان.. رسائل سياسية وعسكرية قوية
تشير زيارة البرهان إلى ود مدني إلى تحولات مهمة في المعادلة الميدانية، إذ تعزز هذه الخطوة موقف القوات المسلحة السودانية، ليس فقط على الصعيد العسكري، بل أيضًا على المستوى المعنوي والسياسي، كما أن ظهوره في المدينة يُعد إشارة مباشرة لدعم القوات المنتشرة في المنطقة وطمأنة السكان بأن الوضع الأمني تحت السيطرة بعد طرد قوات الدعم السريع.
السودان بين التصعيد العسكري والأزمة الإنسانية
منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، يعيش السودان أزمة إنسانية وأمنية خانقة، حيث أدت المواجهات المستمرة إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان، فضلًا عن التدهور الاقتصادي المتسارع في البلاد.
ولا تزال المعارك مستمرة في عدة مناطق، حيث يسعى الجيش السوداني إلى توسيع نطاق سيطرته واستعادة المدن الحيوية التي لا تزال تحت قبضة المليشيات.
قرارات مرتقبة.. هل تمهد ود مدني لمرحلة جديدة؟
تأتي هذه الزيارة في وقت تشير فيه التوقعات إلى إمكانية إعلان قرارات عسكرية أو سياسية جديدة من قبل البرهان، قد تهدف إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة ورسم مسار جديد للحرب الدائرة.
كما يرى محللون أن السيطرة على ود مدني قد تكون مقدمة لتحولات كبرى في خارطة النزاع، خاصة إذا نجح الجيش في استثمار هذا التقدم لتعزيز نفوذه في بقية المناطق التي لا تزال تشهد مواجهات.