متابعات | نافذة السودان
تتواصل الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من 20 شهراً، ما أسفر عن دمار واسع في معظم ولايات السودان الثمانية عشرة. وقد شهدت البلاد تزايدًا مستمرًا في أعداد القتلى من المدنيين والعسكريين، في وقت ظلّت فيه الدعم السريع تخسر عدداً من قادتها الميدانيين، خصوصًا في إقليم دارفور وولاية الجزيرة والعاصمة الخرطوم. يذكر أن الجيش السوداني يتفوق على “الدعم السريع” باستخدام سلاح الطيران الذي يعتمد عليه بشكل كثيف لاستهداف تحركاتهم.
حرب منذ أبريل 2023: أكثر من 24 ألف قتيل
منذ بداية الصراع في 15 إبريل 2023، قُتل أكثر من 24,850 شخصًا، حسب ما أفاد به مركز بيانات الصراعات المسلحة الأميركي (أكليد) في تقريره الأخير. ورغم أن الجيش السوداني لم يُعلن رسميًا عن عدد قتلاه، إلا أن مؤيدي الدعم السريع نشروا صورًا لقادة ميدانيين بارزين في الجيش قتلوا في المعارك.
نزيف القادة في دارفور
تدور المعارك في عدة مناطق، منها مدينة بحري في الخرطوم وولاية شمال دارفور، بما في ذلك عاصمة الولاية، الفاشر. في 28 ديسمبر 2024، قُتل عدد من القادة البارزين في الدعم السريع في معركة عنيفة مع القوة المشتركة لحركات الكفاح في دارفور، ومن بين القتلى العميد فضل الناقي والمقدم حامد دلدول وآخرين.
فقدان قيادات بارزة في الحرب
في دارفور، فقدت الدعم السريع عدة قادة بارزين خلال الأشهر الماضية، بينهم اللواء علي يعقوب جبريل في يونيو 2023، والعميد جمعة إدريس في ديسمبر 2023. كما قُتل في معارك أخرى القائد عبد الرحمن قرن شطة في سبتمبر 2023، بالإضافة إلى قادة آخرين مثل العقيد عيسى فضل مديو والعقيد الصادق بليل.
التأثير النفسي لفقدان القادة
في هذا السياق، أكد اللواء معتصم عبد القادر أن فقدان القادة الميدانيين يؤثر بشكل كبير على الروح المعنوية للقوات. إذ أن هذه القوات، التي تعتمد على روابط قبلية وعشائرية، تجد صعوبة في استبدال قادتها في حال خسارتهم. وأشار إلى أن هذا التأثير ظهر جليًا بعد مقتل القائد عبد الرحمن البيشي، حيث تراجعت قواته بسرعة أمام تقدم الجيش السوداني.
ادعاءات حول ضعف الجيش السوداني
من جهته، نفى إبراهيم مخير، مستشار القائد العام لـ”الدعم السريع”، أن يكون فقدان القادة قد أثر على قدرة قواتهم في ميدان المعركة. وادعى أن القوات قد تمكنت من السيطرة على العديد من المدن الحدودية مع جنوب السودان وتشاد والكونغو، بينما هرب العديد من الضباط والجنود السودانيين إلى دول الجوار.
اتهامات متبادلة
كما اتهم مخير الجيش السوداني بالاستعانة بـ”كتائب البراء من الدواعش” وكتائب المقاومة الشعبية للحركة الإسلامية في مواجهة قوات “الدعم السريع”، متسائلًا عن مدى قدرة الجيش على مواجهة “الدعم السريع” في ظل فقدان قادته.
