رصد – نافذة السودان
الخرطوم – بعد مرور أكثر من 19 شهرًا على اندلاع الحرب في السودان، أقر الكونغرس الأميركي قرارًا يصنف انتهاكات قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها في إقليم دارفور “إبادة جماعية”. هذه الخطوة تُعد تحوّلًا مهمًا في الموقف الأميركي، يُتوقع أن يؤثر على مستقبل قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” ومسار الحرب في البلاد.
تفاصيل القرار وخلفياته
تمت الموافقة على القرار رقم 1328 بالإجماع بعد تأخر دام أشهر، حيث قدمه السيناتور الجمهوري جون جيمس والديمقراطيان بن كاردين وكوري بوكر. جاء ذلك عقب تدقيقات تضمنت أرقامًا مأساوية عن قتلى الحرب في دارفور وأزمة النازحين، كما أشار النائب جيمس إلى أهمية تقديم القرار كبرنامج عمل للإدارة الجمهورية المقبلة بقيادة دونالد ترامب.
آثار القرار المرتقبة
يُعد القرار الصادر بالإجماع من مجلس النواب الأميركي خطوة نوعية ذات ثقل سياسي كبير. وإذا نال موافقة مجلس الشيوخ، سيُرفع إلى البيت الأبيض لاعتماده رسميًا، مما يفتح الباب أمام فرض عقوبات على الدعم السريع والدول الداعمة له، بجانب تعزيز الجهود الدولية لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات في دارفور.
ازدواجية أميركية
رغم أهمية القرار، يشير ناشطون إلى ازدواجية الموقف الأميركي، حيث سبق أن تجاهلت واشنطن مطالب مماثلة لتصنيف الدعم السريع “منظمة إرهابية”. ويرى المحامي السوداني طارق عبد الفتاح أن القرار رغم أهميته السياسية، إلا أن التأثير الحقيقي في السياسة الخارجية الأميركية يصدر عن وزارة الخارجية، التي لم تُظهر حتى الآن موقفًا واضحًا من القرار.
سيناريوهات مستقبلية
قد يدفع هذا القرار برلمانات أوروبية إلى اتخاذ مواقف مشابهة، كما قد يُحال الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية. ورغم ذلك، ينتقد مراقبون التأخر الأميركي في اتخاذ موقف حاسم، معتبرين أن الدعم السريع ارتكب انتهاكات تفوق بكثير ما ارتكبته منظمات أخرى صُنفت إرهابية.
في الوقت الذي يترقب فيه السودانيون تطورات هذا القرار، يبقى تساؤلهم الأساسي: هل ستُترجم هذه الخطوات إلى تحركات عملية تضع حدًا للمأساة الإنسانية التي يعيشها السودان؟