ما الذي يحدث في اللحظات الأخيرة من الحياة؟ سؤال لطالما أثار فضول العلماء، وهو ما حاولت دراسة حديثة الإجابة عنه من خلال رصد نشاط الدماغ لدى المرضى خلال الدقيقة الأخيرة قبل وفاتهم.
دراسة علمية ترصد اللحظات الأخيرة
أجرى الدكتور ستيوارت هامروف، أخصائي التخدير وأستاذ في جامعة أريزونا، تجربة على سبعة مرضى يعانون من أمراض مزمنة، حيث تم وضع أجهزة استشعار على أدمغتهم قبل لحظات من فصلهم عن أجهزة الإنعاش.
وفقًا لما نشرته صحيفة نيويورك بوست، فقد سجلت الأجهزة نشاطًا دماغيًا غير متوقع، ظهر مباشرة بعد انخفاض ضغط الدم إلى الصفر، ما دفع العلماء إلى التساؤل حول طبيعة هذا النشاط الغامض.
انفجار غامض.. هل هو خروج الروح؟
في تعليق له على نتائج الدراسة، أوضح هامروف أن العلماء لاحظوا “اختفاء كل شيء فجأة، ثم حدوث انفجارات من النشاط”، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة قد تكون دليلًا على تجربة الاقتراب من الموت، أو حتى خروج الروح من الجسد.
ويعتقد هامروف أن الوعي البشري يحدث على مستوى كمي عميق، داخل الأنابيب الدقيقة الموجودة في خلايا الدماغ، وليس فقط نتيجة الإشارات الكهربائية بين الخلايا العصبية. ويرى أن هذه النظرية تفسر سبب استمرار الإنسان في الشعور بالوعي حتى في حالات انخفاض الطاقة الدماغية، مثل التخدير، النوم العميق، أو لحظات الاحتضار.
تفسير علمي أم لغز غير مفهوم؟
يرجح باحثو الدراسة أن الانفجارات الدماغية التي تم رصدها قد تكون ناتجة عن انقطاع الأكسجين عن المخ. ووفقًا لهامروف، فإنه عند توقف القلب عن النبض، تفقد الأنابيب الدقيقة في الدماغ حالتها الكمية، لكن المعلومات الموجودة داخلها لا تختفي، بل تنتشر في الكون. وإذا تم إنعاش المريض، فإن هذه المعلومات يمكن أن تعود إلى الدماغ، ما يفسر شهادات من مروا بتجارب اقتراب من الموت. أما إذا لم يُنعش المريض، فقد تظل هذه المعلومات موجودة خارج الجسد، ربما إلى الأبد، فيما يشبه مفهوم الروح.
ورغم ذلك، لا تزال هذه الفرضيات موضع جدل، إذ يرى معظم العلماء أن الوعي هو نتاج تفاعلات معقدة داخل الدماغ، تنشأ عن شبكات عصبية تعالج المعلومات وتخلق التجربة الذاتية للشخص.
الوعي بعد توقف القلب؟
أحد الاكتشافات المثيرة في الدراسة كان رصد اندفاع مفاجئ في النشاط الدماغي عالي التردد، يُعرف بـ”تزامن جاما”، بعد توقف القلب عن العمل. هذا النوع من النشاط الدماغي يرتبط عادة بالتفكير الواعي والإدراك، ما يعني أن الدماغ يستمر لفترة قصيرة في إرسال إشارات توحي بوجود وعي، حتى بعد توقف القلب عن العمل.
هذا الاكتشاف يثير تساؤلات أعمق حول ما يحدث في لحظات الموت، وما إذا كان الوعي يمتد إلى ما بعد توقف القلب. وبينما لا يزال العلم يبحث عن إجابة قاطعة، تبقى هذه الدراسة واحدة من أكثر المحاولات إثارةً لفهم اللحظات الأخيرة من الحياة.
اضغط هنا للإنضمام الي مجموعاتنا في واتساب