في مبادرة إنسانية تعكس التضامن الشعبي مع أهالي قطاع غزة، أرسلت قرية جوجر، التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، ثماني شاحنات محملة بالمساعدات إلى معبر رفح، بعد ساعات من بدء سريان الهدنة بين حماس وإسرائيل.
جهود ذاتية وتبرعات فردية
وجمعت هذه المساعدات عبر جهود تطوعية وتبرعات شخصية من أهالي القرية، حيث شملت الأدوية والمواد الغذائية، إلى جانب البطانيات والمحاصيل الزراعية والمستلزمات الطبية والأدوات الدراسية.
وانضمت الشاحنات الثماني إلى قافلة ضخمة تضم 260 شاحنة محملة بالمساعدات المختلفة، في طريقها إلى القطاع المحاصر.
وقال عمر أحمد، أحد الشباب المشاركين في جمع التبرعات، إن أهالي القرية لم يتلقوا أي دعم رسمي، بل اعتمدوا على مساهمات الأهالي فقط.
وأضاف في تصريحات خاصة أن عملية التبرع شهدت مواقف إنسانية مؤثرة، من بينها طفلة صغيرة قدمت قلماً وكراسة رسم، تعبيرًا عن رغبتها في مشاركة أطفال غزة معاناتهم بطريقة بريئة.
كما أشار إلى سيدة تبرعت بأدوية وبطانيات من مصروف أطفالها، الذين لا يتجاوز عمر أكبرهم تسع سنوات، تعبيرًا عن تضامنهم مع معاناة الفلسطينيين.
استمرار القوافل الإنسانية
وأكد عمر أحمد أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها قرية جوجر بمثل هذه المبادرات، فقد سبق أن أرسلت ست قوافل إغاثية تضمنت 50 شاحنة لمساعدة سكان غزة، متعهدًا بمواصلة جمع التبرعات استعدادًا لإرسال المزيد من المساعدات خلال الأيام المقبلة.
تنسيق رسمي لإيصال المساعدات
من جانبه، أكد مصدر في مديرية الصحة والسكان بالدقهلية، أن هناك تنسيقًا بين أهالي القرية والجهات المعنية، بما في ذلك وزارة الصحة المصرية، لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها داخل قطاع غزة في أسرع وقت ممكن.
وأوضح المصدر أن القوافل القادمة ستنضم إلى شحنات الإغاثة الدولية التي ستدخل القطاع، والتي يبلغ عددها 600 شاحنة مساعدات، بينها 50 شاحنة مخصصة للوقود.
رسائل إنسانية وسط الدمار
يأتي هذا التحرك في وقت يعيش فيه سكان غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يتعرض آلاف العائدين إلى منازلهم لصدمة الدمار، وسط تقارير عن وجود آلاف الأشخاص تحت الأنقاض نتيجة العمليات العسكرية الأخيرة.