كشف تقرير حديث صادر عن مختبر الأبحاث الإنسانية التابع لمدرسة ييل للصحة العامة، وهي واحدة من المؤسسات الأكاديمية الرائدة عالميًا، عن استمرار الإمارات العربية المتحدة في تزويد مليشيا قوات الدعم السريع (RSF) بالأسلحة، رغم نفيها المتكرر لذلك.
وأظهر التقرير وجود طائرات مسيّرة متقدمة من طراز FH-95، المصنّعة في الصين، في مطار نيالا بجنوب دارفور، الذي تسيطر عليه المليشيا، خلال الفترة من 9 ديسمبر 2024 إلى 14 يناير 2025.
طائرات مسيّرة بقدرات قتالية متطورة
أكد التقرير أن ثلاث طائرات مسيّرة تم رصدها في المطار، وأشارت صور الأقمار الصناعية إلى أنها تمتلك قدرات متقدمة تشمل الحرب الإلكترونية، والاستطلاع، والضربات الجوية.
كما كشفت الصور عن وجود 43 حاوية شحن وإنشاءات جديدة في المطار، مما يدعم تقارير متعددة عن هبوط طائرات شحن إماراتية ليلاً لتزويد قوات الدعم السريع بالإمدادات العسكرية.
تصريحات أمريكية متضاربة ودليل دامغ
في وقت سابق، أعلن بريت مكجورك، منسق الإدارة الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن الإمارات ليست حاليًا مصدرًا لتسليح قوات الدعم السريع، وهو تصريح أثار جدلًا واسعًا، خاصة في ضوء الأدلة التي يكشفها هذا التقرير.
ومن المقرر أن يتم تقديم تقرير رسمي إلى الكونغرس الأمريكي في 17 يناير 2025 لتحديد مدى تورط الإمارات في استمرار إمداد المليشيا بالأسلحة.
دور الإمارات في تصعيد الصراع السوداني
يتزامن صدور هذا التقرير مع تصاعد العنف في السودان، حيث تسلط الأدلة الجديدة الضوء على استمرار الدعم الخارجي لقوات الدعم السريع، والذي يتضمن تزويدها بطائرات مسيّرة قادرة على تنفيذ ضربات جوية دقيقة تصل إلى 250 كيلومترًا، مع حمولة تصل إلى 250 كيلوجرامًا.
وكانت هذه الطائرات قد اُستخدمت مؤخرًا في هجوم إرهابي على سد مروي، مما تسبب في تعطيل 40٪ من إنتاج الكهرباء في السودان، وهو دليل مباشر على أن الإمارات لا تزال متورطة في الحرب، رغم تصريحاتها العلنية بعدم تقديم دعم عسكري للمليشيا.
تحليل دقيق ومنهجية علمية
يكتسب التقرير أهمية خاصة نظرًا لدقته العلمية واعتماده على مصادر متنوعة وتقنيات تحليل متقدمة، بما في ذلك تحليل بيانات الأقمار الصناعية وتقارير استخباراتية متعددة.
ووفقًا للخبراء، فإن هذه النتائج تقدم إثباتًا ملموسًا على أن الإمارات لا تزال فاعلًا رئيسيًا في تسليح المليشيا، رغم النفي الرسمي الصادر عن أبوظبي.
ما القادم؟
مع استمرار الحرب في السودان، وارتفاع التوترات الدولية بشأن التدخلات الخارجية، يطرح التقرير تساؤلات جدية حول العواقب الدبلوماسية المحتملة على الإمارات، وما إذا كانت واشنطن ستتخذ إجراءات حازمة في حال ثبت استمرار الدعم العسكري لقوات الدعم السريع.
يبقى السؤال الأهم: هل ستتوقف الإمارات عن دعم مليشيا الدعم السريع بعد هذه الأدلة القاطعة، أم أن الحرب ستظل ساحة مفتوحة لتدخلاتها الخفية؟