شهدت الأيام الماضية تطورًا ملحوظًا في المعركة المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تمكن الجيش السوداني من تحقيق تقدم كبير على عدة جبهات، خاصة في مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة.
ضربة قوية للمتمردين
وبحسب التصريحات الرسمية، تمكنت القوات المسلحة السودانية من “تحرير” المدينة بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها في ديسمبر 2023، في خطوة تمثل ضربة قوية للمتمردين الذين يعيثون في الأرض فسادًا منذ بداية النزاع في أبريل من العام نفسه.
بدأت العمليات العسكرية لتحرير المدينة في وقت سابق من الأسبوع الجاري، بعد أن شن الجيش السوداني هجومًا من ثلاثة محاور: الشرقي من مدينة الفاو، الجنوبي من ولاية سنار، والغربي من مدينة المناقل، هذا التحرك الاستراتيجي مكن الجيش من إحكام السيطرة على العديد من المناطق والمدن المحيطة ودفع قوات الدعم السريع للتراجع، حتى تم استعادة ود مدني بالكامل.
الفرحة تعم المدن السودانية بعد النصر الكبير
ومع دخول الجيش السوداني إلى مدينة ود مدني، اجتاحت موجة من الفرحة والتفاؤل المدن السودانية.
شوارع العاصمة الخرطوم ومدن أخرى شهدت احتفالات عفوية وظهور مشاعر الفخر والاعتزاز بالنصر الذي تحقق، حيث تجمع المواطنون في ساحة الميدان، رافعين الأعلام السودانية، مرددين الهتافات الوطنية، وأعربوا عن تفاؤلهم بمستقبل أفضل للبلاد بعد هذا الانتصار.
وقد عبر العديد من السودانيين عن أملهم في أن تكون هذه الانتصارات بداية لنهاية المعاناة التي خلفتها الحرب الطويلة، وأن يتحقق السلام والاستقرار قريبًا في جميع أنحاء السودان.
وكان لهذا النصر تأثير كبير في رفع الروح المعنوية للجنود والمواطنين على حد سواء، مما أثبت وحدة الشعب السوداني في مواجهة التحديات.
ردود فعل السودانيين في مصر وبقية أنحاء العالم
وكان هذا النصر بمثابة مصدر فخر للسودانيين في مختلف أنحاء العالم، خاصة في مصر والدول المجاورة، في القاهرة، شهدت السفارات السودانية تجمعات حاشدة من قبل أبناء الجالية السودانية، الذين احتفلوا بالإنجازات العسكرية التي حققها الجيش السوداني، واعتبروها دليلاً على قوة وعزم الشعب السوداني في استعادة وطنهم من قبضة المتمردين.
وقال أحد أبناء الجالية السودانية في مصر: “هذا اليوم هو يوم فخر لنا جميعًا، سواء كنا في السودان أو خارجه، لقد انتصرنا لأننا شعب لا يرضى بالهزيمة، ونتطلع إلى غدٍ أفضل لوطننا”.
وبالنسبة للسودانيين في الخارج، كان هذا النصر بمثابة تأكيد على قدرة الشعب على النهوض مرة أخرى، مهما كانت التحديات.
وفي دول أخرى، مثل السعودية والإمارات وقطر، احتفل السودانيون بعودة السيطرة على مناطقهم، وسط دعوات لأبناء الوطن للوحدة والتكاتف في مرحلة ما بعد الحرب.
الجيش السوداني: التقدم المستمر نحو استعادة الخرطوم
لا يقتصر تقدم الجيش السوداني على ود مدني فقط، بل يمتد ليشمل مناطق أخرى، خاصة في شمال الخرطوم، حيث استعاد الجيش مناطق عدة في مدينة بحري، مثل الحلفايا وشمبات والكدرو.
كما شهدت المنطقة المحيطة بالقصر الرئاسي في الخرطوم معارك عنيفة، مع اقتراب الجيش السوداني من فرض السيطرة الكاملة على هذه المواقع الحيوية.
في قلب المعركة، يُظهر الجيش السوداني عزيمة قوية في استعادة كل شبر من أراضي الوطن، مع كل تقدم، يزداد الأمل في قلوب السودانيين بأن بلادهم ستتعافى قريبًا من الجراح العميقة التي خلفتها سنوات الحرب.
أمل المستقبل نحو السلام والاستقرار
وبينما يحتفل السودانيون في الداخل والخارج بهذا الانتصار العسكري، يظل الأمل الأكبر هو استعادة السلام والعيش في وطن خالٍ من النزاعات.
ويرى الخبراء أن هذا النصر يجب أن يكون خطوة نحو تسوية شاملة تضمن حقوق جميع المواطنين وتؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار في السودان.
ورغم التحديات التي لا تزال قائمة، يبقى شعب السودان مؤمنًا بأن النصر الذي تحقق هو بداية لعودة الحياة الطبيعية إلى كافة المناطق، وأن الوحدة الوطنية ستكون القوة التي تقود السودان نحو المستقبل الأفضل.
ويعد انتصار الجيش السوداني في تحرير ود مدني والعديد من المدن والمناطق الأخرى انعكاسا لقدرة الشعب السوداني على الصمود والتحدي في وجه الصعاب، كما أن الفرحة التي عمت السودان وامتدت إلى كافة أنحاء العالم، تظهر الروح الوطنية العالية التي يتمتع بها السودانيون في كل مكان.
