في كارثة إنسانية تزداد سوءًا، كشفت تقارير ميدانية عن وفاة 68 شخصًا في معسكرات النازحين بمنطقة جنوب الفاشر خلال 6 أسابيع فقط. من بين الضحايا، 28 طفلًا و40 مسنًا توفوا بسبب سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية، في وقت يعاني فيه سكان المنطقة من إهمال شامل في توفير الاحتياجات الأساسية.
وتوزعت حالات الوفاة بين ثلاثة معسكرات رئيسية: “أم ضريساية”، “نيفاشا”، و”شداد”. في معسكر “أم ضريساية” وحده، توفي 7 أطفال و12 مسنًا نتيجة سوء التغذية، بالإضافة إلى وفاة أربعة من النساء الحوامل بسبب غياب الرعاية الصحية.
وفي معسكر “نيفاشا”، فقدت المنطقة 17 طفلًا و21 مسنًا، بينما توفي 4 أطفال و7 مسنين في معسكر “شداد”. كما توفيت 3 من النساء الحوامل في نفس المعسكرات بسبب الظروف الصحية المزرية.
وأشار أحد المتطوعين إلى أن الوضع يزداد تعقيدًا بسبب توقف توزيع المساعدات الغذائية عن النازحين في هذه المعسكرات منذ أكثر من عام، مما ساهم في تفاقم أزمة الجوع. كما أضاف المتطوع أن المزارعين المحليين لم يستطيعوا حصاد محاصيلهم بسبب الإطلاق المبكر للماشية، ما دمر الأراضي المزروعة بالكامل، فضلًا عن أن العديد من المزارعين اختاروا عدم الزراعة خلال الموسم الماضي بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة.
وتواجه المنطقة حصارًا خانقًا، حيث أغلقت بعض المناطق بوابات تمنع دخول أي مواد تموينية إلى المعسكرات.
كما أشار تقرير صادر عن منسقية النازحين واللاجئين في شمال دارفور إلى أن الأزمة الإنسانية في مناطق “شنقل طوباي” مستمرة في التصاعد بسبب هذه القيود.
وفيما يتعلق بالأطفال، أضاف المتطوع أن عمليات تطعيم الأطفال توقفت منذ أكثر من عام، مما يعرض حياتهم لخطر الأمراض. وفيما يخص الوضع الأمني، أبلغ النازحون عن تزايد التفلتات الأمنية في المنطقة، حيث قُتل النازح حسن محمد عبد القادر في هجوم مسلح داخل منزله في معسكر “أم ضريساية” يوم الأحد الماضي.
هذه الأوضاع المأساوية تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية ملحة لتوفير المساعدات العاجلة وضمان الحماية اللازمة لسكان المعسكرات، الذين يعانون من نقص شديد في المواد الغذائية والرعاية الصحية.