أعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم، خلال اجتماع لجنة الطوارئ الأسبوعي، عن وفاة 9 مدنيين وإصابة 121 آخرين جراء القصف الممنهج الذي استهدف المواطنين بمحليات أم درمان، الخرطوم، وبحري. وشملت الاعتداءات الطلقات النارية والمقذوفات كبيرة الحجم التي أطلقتها المليشيا المتمردة.
تحديات القطاع الصحي في ظل الحرب
أكد الاجتماع، برئاسة الدكتور أحمد البشير فضل الله، ضرورة تخصيص مستشفى لعلاج الدرن في المناطق الآمنة، خاصة بعد خروج مستشفى أبو عنجة عن الخدمة.
وأوضح أن الدرن، كأحد أمراض الحروب، يمثل تهديدًا كبيرًا بنسبة وفاة تصل إلى 50%. كما ناشد الاجتماع المواطنين الذين يعانون من كحة مزمنة بارتداء الكمامات لحماية الآخرين.
استعدادات طبية ومشاريع مستقبلية
بنك الدم المركزي: طالب الاجتماع بإدراج مشروع مقر جديد لبنك الدم المركزي ضمن خطة التنمية لعام 2025.
تدريب الكوادر الطبية: تم التأكيد على رفع كفاءة الطواقم الطبية للعمل في المناطق التي يتم تحريرها من قبضة المليشيا.
إعادة تشغيل المرافق الصحية: شمل ذلك إعادة فحص الفيروسات الروتينية بمعمل “استاك” وتأهيل مركز الهجرة بعد توقف دام عامًا ونصف.
تدخلات عاجلة لمكافحة الأمراض
أفادت إدارة الطوارئ ومكافحة الأوبئة بتزايد حالات الكوليرا، الجرب، وعضات الحيوان، مع ارتفاع ملحوظ في الإصابات بالدرن بنسبة 43%.
وجرى توفير مواد طبية تشمل الكلور، أمصال السعر، وغسولات لعلاج الجرب، بجانب عزل المصابين في المناطق المتأثرة.
إجراءات صارمة لضبط الأسواق
أغلق قسم صحة البيئة والرقابة الغذائية 9 محلات مخالفة للاشتراطات الصحية في محليات كرري، أم درمان، وأمبدة، بينما ارتفعت نسبة المحلات المطابقة للمواصفات الصحية بنسبة 64%.
توصيات ومبادرات مجتمعية
تعزيز التغذية للأمهات ومتابعة نمو الأطفال، خاصة في المناطق التي شهدت نزوحًا كبيرًا.
إطلاق حملات لمكافحة عضات الحيوان في محلية بحري مع توفير أمصال السعر بشكل كافٍ.
انخفاض الحصبة وزيادة الكثافة السكانية
رغم انخفاض الحالات المبلغ عنها للحصبة، أشار الاجتماع إلى تحديات مرتبطة بازدياد الكثافة السكانية في المناطق الآمنة نتيجة النزوح، مما يستدعي رفع التوعية الصحية وتكثيف الجهود الطبية.
تأتي هذه الإجراءات في وقت حرج يشهد فيه السودان تصاعدًا في الأزمات الإنسانية والصحية، مما يتطلب تنسيقًا مستمرًا بين الجهات المعنية لضمان سلامة المواطنين وتعزيز الخدمات الصحية الأساسية.