رصد | نافذة السودان
أكد والي ولاية الخرطوم، أحمد عثمان حمزة، أن وقوف الشعب السوداني خلف القوات المسلحة في معركتها ضد “الدعم السريع” قلب الموازين وخلط حسابات المليشيا وداعميها. وأوضح في حديث لوكالة الأناضول أن الشعب السوداني يساند الجيش عبر المقاومة الشعبية، ما أجبر المجتمع الدولي على سماع صوت الحكومة السودانية.
امتصاص الصدمة الأولى
أشار الوالي إلى أن الحكومة تعرضت لهجوم مباغت في 15 أبريل/نيسان 2023، حيث شنت مليشيا الدعم السريع هجوماً على الخرطوم، اقتحمت القصر الرئاسي وقتلت حرس رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.
رغم ذلك، تمكنت القوات المسلحة والحكومة من امتصاص الصدمة الأولى واستعادة توازنها، وتعاملت مع التمرد بحسم عسكري، رغم الحصار الذي فرضته المليشيا على مؤسسات الدولة.
جرائم ضد المدنيين
أوضح حمزة أن المليشيا فشلت في اختطاف الدولة، فلجأت إلى إجبار المواطنين على إخلاء منازلهم، ما أدى إلى نزوح غير مسبوق في تاريخ السودان. كما ارتكبت المليشيا مجازر بحق المدنيين، ولم يسلم من ذلك الأطفال، إضافة إلى استهداف المؤسسات المدنية وقطاعات حيوية مثل الماء والكهرباء والصحة.
أسباب إطالة المعركة
أشار الوالي إلى أن المليشيا تمتلك معدات حرب المدن، وتمترست في مواقع استراتيجية مثل البنايات العالية وحفرت خنادقها، ما أعاق تقدم الجيش. كما خرقت المليشيا كل الاتفاقيات التي سعت لإيقاف الحرب، ومنها اتفاق جدة الموقع في مايو/أيار 2023، حيث استغلت الهدن لإعادة ترتيب صفوفها.
استهداف المناطق الآمنة
أكد حمزة أن مليشيا الدعم السريع استهدفت العاصمة بشكل خاص، ما أجبر المواطنين على النزوح إلى مناطق مثل محافظة كرري بأم درمان. في المقابل، بدأت حكومة الخرطوم خطط إعمار العاصمة وإعادة الخدمات، رغم استمرار استهداف المليشيا للمناطق الآمنة.
خطط إعادة الإعمار
تعمل الحكومة على إعادة إعمار الخرطوم على ثلاث مراحل: قصيرة، متوسطة، وطويلة الأجل. تشمل الخطة تنظيف المناطق المحررة وتعقيمها وإعادة الخدمات تدريجياً.
رغم ضعف استجابة المجتمع الدولي للاحتياجات الإنسانية، فإن التكافل الاجتماعي ساهم في توفير الطعام والعلاج للنازحين.
خلفية الحرب وآثارها
بدأت قوات الدعم السريع كقوة تابعة لجهاز الأمن في عام 2013، ثم شاركت في السلطة بعد الإطاحة بالبشير عام 2019، قبل أن تعلن الحرب في أبريل/نيسان 2023.
وفقاً للأمم المتحدة، خلفت الحرب أكثر من 20 ألف قتيل و14 مليون نازح، مع تقديرات بارتفاع عدد القتلى إلى 130 ألفاً. وتتصاعد الدعوات الأممية لوقف القتال لتجنب كارثة إنسانية تهدد ملايين السودانيين.