في تصعيد غير مسبوق، أصدرت وزارة خارجية السودان بيانًا شديد اللهجة اتهمت فيه دولة الإمارات بدعم مليشيات الدعم السريع، التي ترتكب جرائم وانتهاكات بحق المدنيين في السودان، كما اتهم البيان الإمارات بشكل مباشر بأنها المسؤول الأول عن سفك الدماء في السودان، بما أسفر عن مقتل وتشريد الآلاف وتدمير البنية التحتية والمؤسسات الوطنية.
وأكد البيان أن الإمارات تعتبر راعية لمليشيات الدعم السريع، التي استهدفت معسكرات النازحين في مدينة الفاشر والمستشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل في المنطقة باستخدام المدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة.
وأضاف أن هذه الأسلحة، التي تسببت في مآسٍ إنسانية، مصدرها الإمارات، وهو ما تم توثيقه من قبل مراكز علمية وصحافة استقصائية دولية، كما أصبح الموضوع حديثًا في الكونغرس الأمريكي وبعض الهيئات التشريعية الأخرى.
في رد فعل على البيان الصادر عن وزارة الخارجية الإماراتية، وصفت وزارة الخارجية السودانية هذا التصريح بأنه محاولة للهروب من الحقائق، وأكدت أن الإمارات، على الرغم من تصريحاتها بأنها تسعى لتحقيق السلام في السودان، ما هي إلا تصريحات جوفاء.
وأشارت إلى أن مشاركتها في محادثات جنيف كانت مؤشرًا على عدم جدية هذه الاجتماعات، خاصة مع تصعيد المليشيات لمجازرها ضد المدنيين بعد الاجتماعات، ما يعكس استمرار الإمارات في دعم هذه الجرائم.
وفي خطوة تهدف إلى تخفيف حدة التوتر، رحب السودان بالوساطة التي طرحها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتوسط بين السودان والإمارات.
وأكد البيان أن تركيا تعد دولة صديقة ومحط ثقة، وتهدف الوساطة إلى إقناع الإمارات بوقف دعمها للمليشيات، خاصة تزويدها بالأسلحة والمرتزقة.
وختم البيان بتأكيد أن تحقيق السلام في السودان يتطلب من الإمارات أن تأمر المليشيات بوضع السلاح والكف عن العدوان، مما سيسهم في استقرار السودان وشعبه.