رصد | نافذة السودان
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن حالة تمرد غير مسبوقة داخل سلاح الجو التابع للاحتلال الإسرائيلي، تمثّلت في توقيع 950 طيارًا حربيًا من صفوف الاحتياط والمتقاعدين على عريضة ترفض مواصلة الخدمة العسكرية بعد استئناف الحرب على غزة.
وأوضحت الصحيفة أن رئيس أركان الجيش الجديد، إيال زامير، وقائد سلاح الجو تومر بار، سعيا إلى منع نشر هذه العريضة لما لها من تداعيات خطيرة على معنويات الجيش ووحدته.
اجتماعات عاجلة لاحتواء الأزمة
أشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن القائد العسكري بار عقد قبل يومين اجتماعًا طارئًا مع عدد من كبار الضباط بهدف إخماد شرارة التمرّد ومنع نشر العريضة رسميًا. ووفقًا للتقرير، انضم زامير لاحقًا إلى الاجتماع وشنّ هجومًا على الجنود الرافضين، متهمًا إياهم بمحاولة “استدراج سلاح الجو إلى احتجاجات سياسية”، داعيًا إلى توحيد الصفوف ودعم القيادة العسكرية.
تهديد بالإضراب من داخل الخدمة الإلزامية
وفي تطور خطير آخر، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن عشرات الطيارين العاملين حاليًا في سلاح الجو، سواء في الخدمة الإلزامية أو ضمن قوات الاحتياط، هددوا بتنفيذ إضراب عن الخدمة إذا لم تتخذ الحكومة خطوات جادة لإعادة الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس، حتى لو تطلّب الأمر وقف الحرب على الفور.
رفض الاستمرار في حرب “تخدم المصالح السياسية”
الطيارون المشاركون في التهديدات والعريضة عبروا صراحة عن رفضهم لاستمرار الحرب، واعتبروها “صراعًا يخدم مصالح شخصية وسياسية ضيقة”، وفق تعبيرهم. كما حذّروا من أن مواصلة القتال تُشكّل عبئًا كبيرًا على المؤسسة العسكرية، التي تعاني أصلًا من التآكل الداخلي بفعل قرارات القيادة السياسية.
نص العريضة المسربة يطالب بوقف الحرب
ورغم أن العريضة لم تُنشر رسميًا، إلا أن وسائل إعلام تداولت نصًا نُسب إليها، جاء فيه:
“نحن، جنود سلاح الجو في الاحتياط والمتقاعدين، نطالب بإعادة المخطوفين إلى منازلهم دون تأخير، وحتى لو كلف ذلك وقف الحرب بشكل فوري… إن المضي في القتال لا يخدم أيًا من أهدافه المعلنة، وسيحصد المزيد من الأرواح”.
احتجاجات في تل أبيب ومطالب برحيل نتنياهو
تزامنًا مع هذا التمرد العسكري، تصاعدت الضغوط الداخلية على حكومة نتنياهو، حيث خرجت تظاهرات حاشدة في تل أبيب مساء الاثنين، تنديدًا بإقالة عدد من القادة الأمنيين والمسؤولين القانونيين الكبار. كما عبّر المتظاهرون عن رفضهم القاطع لاستمرار الحرب، ووجّهوا انتقادات لاذعة لنتنياهو، متهمين إياه بتعريض البلاد للخطر من أجل مصالح سياسية ضيقة.
تدهور في الجبهة الداخلية وعلامات انشقاق خطيرة
ويُعدّ هذا التحرك الجماعي من الطيارين – وهم من النخبة المقاتلة داخل الجيش الإسرائيلي – مؤشرًا خطيرًا على تصدع الجبهة الداخلية داخل المؤسسة العسكرية، وهو ما قد يؤثر على قدرة الجيش في مواصلة عملياته العسكرية، ويضع الحكومة في موقف حرج داخليًا وخارجيًا.
اضغط هنا للإنضمام الي مجموعاتنا في واتساب